مجلة الرسالة/العدد 460/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 460/البَريدُ الأدبيّ

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 04 - 1942



الرسالة هي الصديق

كتب الأديب حسين الصوفي كلمة نصّ فيها على أني أخطأت حين قلت (الرسالة الصديق) وساق كلاماً لا ينفع في (فَعيل) بمعنى فاعل و (فعيل) بمعنى مفعول، وسأصحح له هذا الخطأ حين أجد فرصة لا تدعونا فيها (الرسالة) إلى مراعاة الأمر العسكري بتحديد عدد الصفحات!

وأجيب بأن (الرسالة) هي (بُثينة) في قول جميل:

كأن لم نحارب يا بُثيَن لو أنها ... تكشَّف غمَّاها وأنتِ صديقُ

وما وصفتُ (الرسالة) بالصديق إلا وفي خاطري هذا البيت. فهي إلى قلبي حبيب.

زكي مبارك

لمن (رسالة الحج)؟

قبل ثلاثة أعوام قصدت مكة لزيارة قصيرة وكان لابد لي من زيارة الصديق الشيخ عبد الوهاب الدهلوي وكانت في يدي نسخة من رسالة الحج، فسألني الصديق وما تلك بيدك يا حسين؟ قلت هي (رسالة الحج): لدبلوماسي، وإنها لرسالة جميلة في أسلوبها وموضوعها. فقال: الأستاذ الدهلوي: هذه الرسالة لي وضعتها باللغة الأردية وطبعتها في سنة 1352 هـ باسم (أسرار حج) وأهديتها فيمن أهديت إلى أستاذنا الشيخ عبد الله السندي، وأنت تعرف هذا الأستاذ، فله تلامذة نجباء، وقد أعجبته الرسالة فدفعها إلى أحدهم فترجمها إلى الإنكليزية، وبقيت في حوزته. وفي اجتماع ضم الأستاذ عبيد الله والأستاذ حافض عامر قنصل مصر في جدة يومئذ جرى الحديث إلى تلك الرسالة، فأخذ الأستاذ حافظ الترجمة الإنكليزية وعربها وطبعها ووضع عليها أسم (دبلوماسي)

ثم توالت السنون وأطلعتنا الصحف المصرية أخيراً على تقاريظ لطبعة ثانية من رسالة الحج تقول أنها للأستاذ حافظ عامر وفيها ثناء عليه أهمه كلمة لفضيلة الأستاذ المراغي في أحد أعداد الهلال

فرأيت أن أقول كلمة ترد الحق إلى نصابه: أن رسالة الحج ليست من تأليف الأستاذ حافظ عامر ولا من ترجمته. هي من تأليف الأستاذ الشيخ عبد الوهاب الدهلوي بالأردية ولا تزال تطلب منه في مكة. وأما الترجمة فقد قرأنا في كتاب حياة الرافعي للأستاذ العريان ما معناه ونصه: الرافعي وحافظ صديقان بلغ من صداقتها أن الرافعي كان يكتب لحافظ أسلوب المرافعة في الحكم حينما كان الأستاذ حافظ محامياً في طنطا. وقد ظل هذا التعاون الأدبي متصلاً بين الرافعي وحافظ إلى ما قبل موت الرافعي. . . ثم قال: كان ذلك في صيف 1935، وكان الرافعي يقضي أجازته الإسكندرية ليعاون صديقه السياسي حافظ في إنشاء رسالة دينية. فما رأي الأستاذ حافظ عامر؟

(جدة)

حسين محمد نصيف

تذكير

كان الأستاذ عمر الدسوقي قد وعد قراء (الرسالة) الزاهرة في معرض مقال له أنه سيتولى كتابة يحث في الأدب اللبناني الحديث معتمداً على تعرفه بالأدب السوري اللبناني أثناء الحقبة التي سلخها في لبنان

ولقد تنظّرنا أن يفي الأستاذ بما وعد، ولمّا يفعل

والأدب السوري اللبناني مفتقرٌ الآن إلى مثل هذا البحث لاسيما أنه لم يُوفَّ من التقدير حقه؛ فمن الناس من أشاد به وأطراه بالغ الإطراء، سواءً في الصحف أو في الإذاعة، ومنهم من بخسَه حقه وأنتقص من قدره

والى الآن لم يظهر الرجل الذي يتخذ مذهباً وسطاً، فلا يتبنى الأول وهو مبالغٌ فيه، ولا يتبنى الآخر وهو مبالغٌ فيه كذلك.

فلم يبق إلا أن نرجو الأستاذ الدسوقي أن يعتزم الأمر ثانيةً أن كان تقاعَدَه عنه شغل. ويكون هذا الناقد النزيه، وهذا الباحث العادل البعيد عن التعرُّض، وعساه يوافينا عما قريب.

(بيروت)

سهيل إدريس (الرسالة الصديق)

جاء في العدد 459 تحت هذا العنوان تخطئة لوصف (الرسالة) (بالصديق)، وأن الصواب وصفها (بالصديقة)؛ وقد ذكرت معاجم اللغة صحة وصف المؤنث (بالصديق)

فجاء بالقاموس في مادة (صدق): (وكأمير الحبيب للواحد والجمع والمؤنث وهي بهاء أيضاً)؛ وجاء بالمصباح: (وامرأة (صديق) و (صديقة) أيضاً)

وجاء بالمختار: (والرجل (الصديق) والأنثى (صديقة)، وقد قال للجمع والمؤنث (صديق))

إذا، يصح أن نقول: (الرسالة) (الصديق) و (الرسالة) (الصديقة). . . ولعل صحة وصف المؤنث (بصديق) بناء على ورود هذه المادة متعدية، فقد ورد: (صدق فلاناً الحديث والقتال)؛ ومنه المثل: (صدقني سن بكره)؛ فهي حينئذ (فعيل) بمعنى (مفعول)

فعلى هذا يكون ما ذكره الأديب الفاضل من القياس على (الرسالة العظيمة) و (الكاتبة البديعة) بعيداً. إذ الأولى صفة مشبهة: (كشريف) و (ظريف)؛ والثانية وصف لاسم الفاعل الذي على وزن (مُفْعِلْ): (كنذير) و (سميع) وكلا هاتين الصيغتين يذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث.

كلية اللغة العربية

على محمود الشيخ

إلى الدكتور حسني ولاية

لك يا حضرة الدكتور الفاضل أبحاث قيمة تتحف بها قراء الرسالة بين الفينة والفينة، فضلاً عما تخرجه المطابع لك بين الحين والآخر من ثمرات بعضها مؤلف وبعضها مترجم. . . وكلها تدور حول (علم النفس) وعلاقته بالمجموع العصبي للإنسان، فهل يتكرم سيدي الدكتور بالإجابة عما يلي: وله الشكر أولا وأخراً

1 - ما هو الفرق بين الأمراض النفسية، والأمراض العصيبة، وهل من الضروري أن يكون المريض بأعصابه عليلاً بنفسه؟!

2 - ما هو القلق العصبي، وما علاقته بنفس المريض؟ 3 - هل نعتبر المجرم مريضاً بأعصابه أم بنفسه. . .

4 - ما تعليل قولهم أن لكل شاعر شيطاناً من الوجهة النفسانية؟

5 - نرى أن بعض مختلي الأعصاب وبعض، المجرمين ينتجون ذرية صالحة جسمانياً وعقلياً والعكس بالعكس. . . فأين قانون الوراثة هنا؟!

وفي انتظار الإجابة أقدم للدكتور العالم جزيل احتراماتي.

(النخيلي)

محمد محمد مالك

إلى الأستاذ العقاد

كثير من الأدباء يتهمون إخوانهم بالأنانية وحب النفس، فأدباء الشيوخ الذين يحتكرون ميدان الأدب لا يبذلون أي جهد في تسديد خطى الشباب الناشئ

ولا أعرف السبب الذي يمنع أديبا مثل الأستاذ العقاد من تأليف كتاب عن الشعراء الناشئين الذين يدل شعرهم على نبوغ وعبقرية ومثلما فعل الشاعر الإنجليزي المعروف (و. ب. يتس) الذي كتب عن (روبرت بودج)، (ولتردى لمار)،

(هيلار بيلوك)، (ليونيل جونسون)، (أرنست دوسون) في مؤلفه (كتاب اكسفورد للشعر الحديث).

فشيوخ الأدب في أوربا لثقتهم بأنفسهم، وحبهم لفنهم، وإخلاصهم له يسددون خطى الأدباء الناشئين، ويشيدون بذكر المواهب منهم. فما رأي الأستاذ العقاد في هذا الموضوع؟ وهل يعمل الأستاذ على إخراج مثل هذا المؤلف؟ أنه أن أخرج هذه الفكرة إلى حيز الوجود فسيكون قد أسدى خدمة جليلة للأدب العربي المستحدث بجانب خدماته العديدة التي سبق أن أسداها إليه

كمال الدين نشأت