مجلة الرسالة/العدد 671/يوم الجلاء. . .!

مجلة الرسالة/العدد 671/يوم الجلاء. . .!

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 05 - 1946



للأستاذ علي الطنطاوي

- 2 -

في عمر الإنسان ساعات هي العمر، تفنى الليالي وتنقضي الأعمار وتخلد هذه الساعات في قلوب البنين. وفي تاريخ الأمم أيام هي التاريخ، تمرّ السنون مُتَحدِّرَة في دَرَك الماضي، مسرعة إلى هوة النسيان، وتبقى هذه الأيام جديدة لا تبلى، دانية لا تنأى مشرقة لا تغيب. . . وللإنسانية أيام هي ركن الإنسانية، لولاها لما قام لها بنيان، ولا ثبت لها وجود. . . أيام قد عمت بركاتها، وشملت خيراتها البشر جميعاً. . . أيام هي ينابيع الخير والحق والعدل في بيداء الزمان، وهي المفخرة لأمة أرادت الفخار، وما أكثر هذه الأيام الغرّ في تاريخنا! تلك الأيام التي أفضلنا فيها على العالم كله، وسمونا به إلى ذرى الحضارة: يوم الهجرة، وبَدْر، والقادسية، واليرموك، ونهاوند، وأيام قتيبة وابن قاسم في المشرق، وعقبة وطارق في المغرب، ومحمد الفاتح في الشمال، ويوم عين جالوت، وحطين، واليوم الأغرّ الذي أعاد لنا يوم حطين، وكان فجر اليوم الجديد للعرب بل للمسلمين أجمعين: (يوم الجلاء)!

إنه يوم مُعْلَم في موكب الزمان، إنه شَعَارَةٌ من شعائر المجد يقف عليها الفلك كلما دار دورته وقفة فيها خشوع وفيها فرح وفيها إجلال. إننا قد ابتهجنا بالجلاء وهتفنا له ورقصنا وصفقنا، وملأنا منازل العربية أنساً به وفرحاً، ولكنا لم نعرف قدر يوم الجلاء، إنما يعرفه من سيأتي بعدنا، يعرفه غداً من ينعم بظلّ هذه الشجرة التي نبتت اليوم. هنالك وقد امتدت فروعها ونمت حتى ظللَّت بلاد العربية والإسلام، يقول أبناؤنا: يا ما أكرم ذلك القضيب الطريّ الذي صار الجذع الضخم لهذه الدوحة الباسقة! وهنالك يبلغ من خطر هذا اليوم أنه سيمجد الجيل الجديد شيوخاً قد لا تكون لهم مرية إلا أنهم رأوا هذا اليوم بعيونهم، وعاشوا فيه حقيقة لا بالخيال. وسيجلس هؤلاء الشيوخ في صدور المحافل يحدثون الناس عن الذي رأوه، ويصفون كيف بدت تباشير الفجر المبارك، ليوم العروبة الجديد، وسيكون لكل حركة تحركناها اليوم وكل كلمة قلناها، معنى كبير لا نتصوره نحن الآن! سيصير هذا اليوم بتفصيلات وقائعه ودقائق أحداثه ملكاً للتاريخ الذي يقدس كل ما يدخل حماه، ويومئذ يعرف (يوم الجلاء) وقد زعم العداة أننا فرحنا هذا الفرح لأننا أُعطينا ما لم نكن نحلم به، كالفقير المسكين إذ يطلب فلساً فيمنح ديناراً، كلا! إننا لم نأخذ إلا الأقل من حقنا. إن الجلاء ليس عجباً، وإنما كان العجب العجاب أن يكون في ديار الإسلام احتلال. العجب أن لا نحكم نحن الأرض ونحن خلقنا من أصلاب من حكموها، وورثنا القرآن الذي به دانت لهم الأرض!

ولكنا فرحنا لأن الله جعلنا نقرأ هذا التاريخ الماجد العظيم قبل أن يكتب، وأن ندرك أول الإقبال كما شهدنا آخر الأدبار، فنحن المخضرمون. . . وإذا كان نور التوحيد قد سطع من الحجاز فكانت المدينة عاصمة الراشدين، ثم مشى إلى دمشق فصارت عاصمة الأمويين، فكذلك كان مطلع شمس الحرية، بدت من الحجاز والجزيرة فكانت أول قطر لنا خلا من أجنبي، ثم امتدت أنوارها إلى دمشق. . . وهي تمشي الآن إلى القاهرة وإلى بغداد، ثم تسلك طريق الأندلس، الفردوس الإسلامي المفقود الذي سيعود، والطريق الآخر الذي يصل إلى الـ (باكستان) ديار الأطهار، فلا يبقى في ظلال المآذن كافر يحكم بغير ما أنزل الله!

وزعموا أن هذا الجلاء أتى عفوا بلاتعب، وأننا لم نرجف عليه بخيل ولا ركاب، ولولا أنها جاءت به مصلحة الإنجليز ما جاء! وكذب هؤلاء الزاعمون ولؤموا. . .

كذبوا والله. . . أَوْ فليخبروني: أجاهدت أمة على ضعفها وقلة عددها، وعلى كثرة عدوّها وقوته مثلما جاهدنا؟ إن في مصر العزيزة سبعة عشر مليوناً، وفي إندونيسية سبعين، وفي الهند مائة، ونحن لا نعدّ كلنا بدونا وحضرنا، رجالنا ونساؤنا، أكثر من ثلاثة ملايين، وقد ابتلينا بفرنسا ذات الطيش والحمق والملايين المائة والعُدَدَ والآفات. . فسلوا الفرنسيين: هل أرَحناهم يوماً واحداً من ميسلون إلى يوم الجلاء؟ أما ثرنا على فرنسا وكسرنا جيوشها في خمس مواقع؟ سلوا الجنرال ميشو القائد الذي حارب الألمان عند المارن: أما أباد حملته مجاهدون منا، لم يتعلموا في مدرسة حربية ولا درسوا فنون القتال، وغنمنا عتادها كله فلم يعد من الحملة بعد معركة المزرعة إلا مائتان وخمسون جندياً فقط! سلوا الغوطة عن معارك الزور وعما صنع حسن الخراط؟ سلوا النَبْك وجبالها، وحماة وسهولها، وجنرالات الفرنسيين عن بطولة قوادنا الأبطال، فوزي القاوقجي، وسعيد العاص، والبطل المفرد سلطان الأطرش، وعشرات وعشرات إن لم أعدهم اليوم، فما يجهلهم أحد!

أما ضرب الفرنسيون دمشق أقدم مدن الأرض العامرة بالقنابل مرتين، في عشرين سنة؟ أما أحرقوا حي الميدان وهو ثلث دمشق ودّمروه فلم ينهض من كبوته إلى اليوم؟ أما أضرموا النار في جرمانا والمليحة وزبدين وداريا ودير بحدل والهيجانية والغزلانية وتلّ مسكن ودير سلمان وقرى أخرى لا يحصيها من كثرتها العدّ؟

بل سلوا شوارع دمشق ودروبها وساحاتها، عن إضراباتها ومعاركها ومظاهراتها؟ أما لبثت في مطلع سنة 1936 خمسين يوماً مضربة لا تجد فيها حانوتاً واحداً مفتوحاً، مقفرة أسواقها كأنها موسكو حين دخلها نابليون، فتعطلت تجارة التاجر، وصناعة الصانع، وعاش هذا الشعب على الخبز القفار، وطوى ليله من لم يجد الخبز، ثم لم يرتفع صوت واحد بشكوى، ولم يفكر رجل أو امرأة أو طفل بتذمر أو ضجر، بل كانوا جميعاً من العالم إلى الجاهل، ومن الكبير إلى الصغير، راضين مبتهجين، يمشون ورؤوسهم مرفوعة، وجباههم عالية، ولم نسمع أن (دكاناً) من هذه الدكاكين قد مس أو تعدى عليه أحد، ولم يسمع أن لصاً قد مدّ يده خلال هذه الأيام إلى مال، وقد كانت الأسواق كلها مطفأة الأنوار ليس عليها حارس ولا خفير، فهل قرأ أحد أو سمع أن بلداً في أوربة أو أمريكة أو المريخ يسير في اللصوص جياعاً ولا يمدون أيديهم إلى المال المعروض حرمة لأيام الجهاد الوطني؟ ولقد بقي الأولاد في المعسكر العام في المسجد (الأموي) أياماً طوالاً يرقبون وينظرون، فإذا فتح تاجر محله ذهبوا فأغلقوه. . . ففتح (حلواني) مشهور، فذهب بعض الأولاد فحملوا بضاعته، صدور (البقلاوة والنمورة والكنافة) إلى المسجد، وتشاوروا بينهم ماذا يفعلون بها؟ فقال قائل منهم: نأكلها عقاباً له!: اخرس ويلك، هل نحن لصوص؟ ثم أرجعوها إليه بعد دقائق وما فيهم إلا جائع!!

فهل قرأتم أو سمعتم أن صبيان باريز ولندن ونيويورك فعلوا مثله؟

وقد عمد الفرنسيون آخر أيام الإضراب إلى فتح المخازن قسراً، فكان أصحابها يدعونها مفتوحة ولا يقتربون منها، وفيها أموالهم التي تعدل أرواحهم.

و (التبرعات)؟ ألم يكن الناس يعطونها من غير أن يطلبها منهم أحد؟ ألم يكونوا يتسابقون إلى دفعها؟ ألم يرفض كثير من الناس أخذ (الإعانات) ويقولوا: أعطوها غيرنا ممن هم أحوج إليها منا، نحن نجد طعاماً هذا النهار!

لقد وقع هذا وشاهدته أنا مراراً، فأيّ وطنية أعظم من هذه الوطنية؟ وأيّ اتحاد أوثق من هذا الاتحاد الذي تصبح فيه المدينة كلها أسرة واحدة؟

والبطولة والجهاد؟ ألم يفعل الشاميون الأفاعيل؟ ألم يهجموا على النار والحديد، ويقاوموا بالحجارة أروع وأبشع ما وصلت إليه حضارة الغرب من ضروب التقتيل والإهلاك والتدمير؟ ألم يفتح الأطفال صدورهم للرصاص؟ ألم يصمد الفتية العزل للجيش اللجب لا يزولون حتى يزول عن مكانه هذا الجبل، ثم يصدمونه صدمة الند للند، ثم لا ينجلي الغبار إلا عن حق يظفر أو شهيد يقتل، أو جريح يؤسر؟ ألم تلبث دمشق مدة الانتداب وهي في حرب ساحتها شوارعها وميادينها، لا تكاد تختفي منها الخنادق والأسلاك والرشاشات والدبابات حتى تعود فتظهر مرة أخرى، ولا تهدأ النار في ركن من أركانها حتى يندلع لسان النار في ركن آخر، ودمشق ثابتة على جهادها؟

ألم يشيّع الأمهات أبناءهن إلى المقبرة ضاحكات هاتفات؟ ألم يجاهد الطفل الصغير، والمرأة العجوز، والشيخ الفاني؟ ألم تمتلئ السجون بالأبرياء، ألم تضق المقابر بالشهداء؟

فهل تكلم تاريخ هؤلاء الفرنسيين في آدانهم؟ هل عوفوا لهذا الشعب حقاً، هل قدروا له تضحيته، هل رفعوا قبعاتهم عن رؤوسهم حينما كانت تجوز بهم مواكب شهدائه؟ هل خشعت قلوبهم حينما رأوا مسيل دمائه؟ لا. إنهم نسوا تلك الدعوى الكاذبة، دعواهم أن أجدادهم هم الذين أعلنوا حقوق الإنسان، وأنهم غسلوا بدمائهم صفحة الاستعباد والاستبداد، ونسوا ما كتبه روسّو وفولتير ومنتسكيو، وما قاله ميرابو وسيّيس ولافايّت، وما كان يكذب به الفرنسيون (أيام ثورتهم تلك) على الشعوب، إذ يعلنون أنهم نصراء المظلومين!

إني ما خططت هذه الكلمات لأؤرخ فيها جهاد الشام، فأنها تؤلف فيه الأسفار الضخام، ويخلد حديثه على طول المدى، وما ذكرت نبأ إضراب الخمسين، لأتقصى أخباره، وأجمع حوادثه، وإنما أردت أن أردّ كذبة مازلنا نسمعها حتى من الأصدقاء. . .

وما عظمة جهادنا في هذا الإضراب الشامل وحده؛ ولا في المظاهرات الدامية، ولا في القتال والنضال، بل العظمة في هذه التربية الوطنية العجيبة التي أثبتت الشعب العربي في الشام أنه بلغ فيها غاية الغايات، فكان في اتحاده واجتماعه على الفكرة الواحدة وتحمله الجوع والألم في سبيلها، وإقدامه على الموت من أجلها، مثلا للشعوب القوية الحرّة. وما ظنك بشعب فقير يدع في التاجر مخزنه، والعامل مصنعه، والطالب مدرسته، ثم يؤلفون جميعاً صفاً واحداً، فينتزع حقه من أفواه البنادق، ومنافذ الدبابات ويسجل جهاده على ثرى وطنه بمداد دمه؟ وما ظنك بشعب تودع فيه المرأة ولدها، ثم تدفعه إلى الشوارع ليجاهد ويناضل، ثم ينعى إليها، ثم يحمل إلى دارها ميتاً، فتغسله بيدها، وتخرج في جنازته تهتف وتزغرد، ودموعها تسيل على خدّيها، وتدع المرأة أولادها بلا عشاء لتدفع المال للفقراء من أبناء الوطن. . .

أيقال لهذا الشعب إن استرد حريته، وجلا عن أرضه عدوّه: لقد جاءك الجلاء عفواً وبلا تعب؟

كلا. إنها ما جاهدت أمة مثل جهادنا، ولا حملت مثل ما حملنا. إنا قد رأينا الموت، وألفنا الفقر، واعتدنا الجوع، وأصبحت مدينتنا بلاقع، وأهلها مفجوعين، ونساؤها ثاكلات، أفيكثر علينا أن ننعم بالجلاء؟ وهل أخذناه بعد ذلك منحة من الإنكليز؟

كلا ثم كلا، إنا أخذنا حقنا بعون الله ثم بعزائمنا، ولو والله عاد فأستلبه منا أهل الأرض مجتمعين لقارعناهم عليه ونازلناهم حتى نستعيده كاملاً أو نموت دونه. وليس في الدنيا أقوى ممن يريد الموت، لأن الذي يريد الموت لا تخيفه وسائله ولا آلاته!

أستغفر الله! اللهم إنا نبرأ إليك من أن نعتمد على أنفسنا، فانه لا حول ولا قوة إلا بك، اللهم لك الحمد وبك التوفيق، ولا اعتماد إلا عليك.

اللهم لك الحمد على أن أحييتنا حتى رأينا هذا اليوم العظيم، وشهدنا جيشنا يعرضه زعيمنا تحت علمنا. . . فإن هذه الفرحة تغطي على تلك الآلام. . .

على أننا لم نعرض هذا الجيش الصغير الذي ربّاه الفرنسيون، وأعانهم على حرب هذا الوطن، ثم جاءنا تائباً فقبلنا من كرمنا توبته، واستغفَرَنا فغفرنا له حوبته، بل عرضنا الفصيلة الأولى من جيش العروبة، فرفرفت أعلامها فوق الصفوف، واجتمع فيها جنودها من أقطارها كلها. . . هذه بقية جيش الماضي الذي خففت له تحت كل نجم راية، وسما له في كل رَبْع علم، وكتب له في كل معركة ظفر، وهذه نواة جيش المستقبل الذي سيعيد بعون الله تلك الأمجاد.

لقد طالما رأيناه يعرض علينا هذا الجيش، يعرضه سادة الأمس كما يعرض المعلم الظالم عصاه على التلاميذ، والطاغية الجبار سيفه. يقولون لنا: انظروا إلى قوة فرنسا. . .

واحذروا أن تفتحوا باسم الحرية أفواهكم. . . وإلا نزلت هذه السيوف على أعناقكم، وضربت هذه المدافع دوركم، وكان هؤلاء الجند الذين هم أبناؤكم عونا عليكم. . . فجاء رئيسنا يعرضه اليوم، ليقول: انظروا إلى جيشكم الذي يذبّ عنكم، ويحمي حريتكم، إنه لكم!

فلا تلوموا دمشق إن مشت كلها من قبل مطلع شمس يوم الجلاء لتشهد هذا العرض. إنه عرض مبارك، التقى فيه أول مرة الأخوان الذين كانوا يتعارفون على السماع لا عرف الأخ منهم أخاه، فمشى فيه الجندي المصري إلى جانب العراقي، والنجدي إلى جنب اللبناني، والأردني مع اليماني، مشوا جميعا في طريق واحدة على قدم واحدة إلى غاية واحدة.

اسمعوا، فهذه هي المدافع ترعد وتدويّ وتزلزل الجوّ رجّة واهتزازاً انظروا فهذه هي الطائرات تحوّم وتحمحم، وتعلو وتنحط، وتجيء وتذهب، ولكن لا تفزعوا، فإنها لن تؤذيكم، إنها ليست مدافع الفرنسيين التي تدمر، ولا هي طائراتهم التي تصبّ الحمم! لقد ذهب الفرنسيون ولن يعودوا. إنها مدافعنا نحن، لقد صارت لنا يا قوم مدافع. . . إنها طياراتنا، لقد صار للعرب طيارات، إنها أول مرة نسمع فيها المدافع تنطق بإرادتنا وأيدينا، ونرى الطيارات تعلونا فلا ترمينا بالقنابل التي فيها الموت بل بالقراطيس التي فيها السكر، تسقط في مظلات صغيرة هدية من مصر ومن العراق، وبشرى بأن أيامنا الآتية ستكون حلوة كالسكر.

فيا أيها الأخوان المصريون والعراقيون: شكراً شكراً. ويا إخواننا جميعاً لكم الشكر.

أنتم أفضتم على هذا العيد بهاءه. أنتم ألبستموه رونقه. أنتم جعلتموه أعظم وأجلّ، حين جعلتموه (يوم العروبة) كلها، لا يوم سورية وحدها، وبكم بعد الله قوينا على حمل أثقال الجهاد، وأعباء الظلم، حتى منّ الله علينا فظفرنا، وعليكم أنتم ستقف عزائمنا وأموالنا وسواعدنا، وفيكم سنبذل مهجنا وأرواحنا، حتى يمنّ الله على أقطار العربية كلها بالحرية كما منّ بها علينا، بالحرية النقية التي لا تعكرها حماية ولا وصاية ولا انتداب، إننا لن نلقي السلاح وفي الدنيا بلد إسلامي يحتله أجنبي!

وأنت يا علمنا. . . اخفق مطمئناً، فقد عدت إلى مكانك، ولن تنزل منه أبداً. لن يغلبك عليه علم غاصب آخر ولو ظاهرته عفاريت الجن ومَرَدَة الشياطين وجاء معه بعشرة قنابل ذريَّة، لن يأخذه منك أبداً ونحن أحياء، إلا علم (الوحدة العربية) أولاً ثم علم (الخلافة الإسلامية) ثانياً إذ يبقى فيه عالياً خفاقاً إلى يوم القيامة.

(دمشق)

علي الطنطاوي