مجلة الرسالة/العدد 878/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 878/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 05 - 1950



الذكرى السنوية لميلاد شكسبير

احتفلت بريطانيا في يوم 23 أبريل الحالي بمرور 386 عاما على ميلاد الكاتب الروائي الخالد شكسبير. وقد شاركتها في هذا الاحتفال معظم أمم العالم التي ساهمت هذا في التكريم بأن نشرت أعلامها في وقت واحد على امتداد الشارع الرئيسي الذي يوجد فيه المنزل الذي ولد فيه هذا العبقري في مدينة ستراتفورد أون آفون. ويبلغ عدد الأمم التي اشتركت في تكريم ذكرى شكسبير 80 أمة. وكانت أعلامها ترفرف في منظر خلاب على ضوء شمس الربيع الساطعة.

وقد أشترك في الحفلة التي أقيمت بهذه المناسبة 16 سفيراً ممن يمثلون الدول الأجنبية وعدد كبير من الدبلوماسيين. وقد اقترح المستر لويس دوجلاس السفير الأمريكي شرب نخب هذه الذكرى الخالدة كما تقضي بذلك التقاليد في أثناء حفلة الغذاء التي أقامها عمدة مدينة ستراتفورد اون آفون. ثم أزاح السفير الأمريكي بعد ذلك الستار عن اللوحة التذكارية على ضفة نهر أفون.

وقد سجلت على هذه اللوحة عبارات التمجيد والإطراء للمساعدة الأمريكية التي قدمت لاعادة بناء هذا المسرح المشهور، كما إنها تشيد بكثرة عدد الزيارات التي قام بها الرجال والسيدات الذين حضروا من الولايات المتحدة إلى بريطانيا خلال سنوات الحرب الماضية. وقد تحدث المستر دجلاس عن المنح العظيمة التي قدمها هذا الشاعر للعالم فقال (إذا كان أبناء بلدي من رجال ونساء قد ساهموا في إعادة بناء هذا المسرح كدليل منهم على تقديرهم لذكرى ويليام شكسبير فما ذلك إلا لأنهم يعرفون حق المعرفة أنه ليس في الإمكان تقديم أي مقابل لتلك المنح الجليلة التي قدمها ذلك الشاعر للجنس البشري.

إلى الأستاذ الشرباصي. . .

قلت ما كتبته في الرسالة الزهراء بعنوان (الأزهر في مفترق الطرق). .

ولقد كان لمقالك أثر كبير في نفسي، وشعور ممزوج بالثناء والتقدير، مشوب بالعتاب واللوم. . لأني أنظر إليك وإلى أمثالك في المحيط الأزهري. نظرة التائه في الصحراء إلى الواحة، تتعلق بكم الآمال، وتتحقق على يديكم الأحلام، لأنكم أنتم الفئة التي جابهت روح العصر، وسايرت ركب الحضارة، وتابعت قافلة الزمن، ففهمتم القديم، ونهلتم من الحديث، فجمعتم الأمرين ونلتم الحسنيين. . . وأعتب عليك يا أستاذي على ما ورد في مقالك (وظهرت في الأزهر كتب جديدة لها قيمتها العلمية أنشأها رجال في الأزهر لهم مكانتهم وثقافتهم) ثم ذكرت منهم عبد الحميد والصعيدي. . وفي الحق أيها الأستاذ الفاضل أننا ننظر إلى مؤلفات عبد الحميد مثل التوضيح لابن هشام في النحو وكتاب السعد في البلاغة، والخبيصي في المنطق للصعيدي، فلم نجد فيها ما يجلو الصدأ، ويمحو التعقيد. فإذا كان نقل الكتب من ورق أصفر إلى أبيض هو التأليف والتجديد. . فيا لضيعة التأليف والتجديد في الأزهر. . . لأنه لم يحدث فيها ما ينقلها من طور إلى طور ومن قديم إلى جديد وللأستاذ الشرباصي تحية إعجاب وتقدير.

محمد القاضي خليل

بمعهد فاروق الثانوي بقنا

اكتشاف لوحة قيمة لأستاذ رفائيل

توجد في (ورويا كاستل) بإنجلترا مجموعة من أندر اللوحات الزيتية في العالم. وقد اكتشف بينها أخيراً لوحة (العذراء) التي رسمها (بيترو بيروجينو) - أستاذ رفائيل - في النصف الأخير من القرن الخامس عشر.

وقد ظلت هذه اللوحة في القصر 150 عاما؛ ويرجع اكتشافها إلى المصادفة المحضة. فقد كان الفنان البريطاني الشهير (هنري هاب) يعمل في تجديد مجموعة اللوحات القيمة الموجودة بالقصر عندما لاحظ وجود لوحة قديمة انطمست معالمها نظراً لطول العهد الذي مر بها.

وعندئذ بدأ المستر (هاب) في إزالة الغبار عنها بكل دقة وعناية - لدرجة أنه كان يخشى أن يعمل أكثر من ساعة واحدة في اليوم - إلى أن تم له أخيراً كشف هذه الدرة الغالية لأستاذ رفائيل.