ياهل يخلد منظر حسن

(حولت الصفحة من ياهل يخلد منظرٌ حَسنُ)

ياهل يخلد منظرٌ حَسنُ

​ياهل يخلد منظرٌ حَسنُ​ المؤلف ابن الرومي


ياهل يخلد منظرٌ حَسنُ
لممتَّع أو مَخْبرٌ حَسنُ
أم هل يطيبُ لمقلةٍ وَسنُ
فيقرُّ فيها ذلك الوسن
أم هل يُبَتُّ لذاهبٍ قَرنٌ
يوماً فيُوصَل ذلك القَرنُ
كم مِنَّةٍ للدهر كدَّرها
لم تصفُ منه ولا له المِنن
مازال يكسونا ويسلبنا
حتى نظلَّ وشُكرنا إحَن
فحتى أراك بصرفِهِ زِيَناً
فهْي الزخارفُ منه لاالزِّين
يكفيك أن لاوجدَ مُدَّخِرٌ
أبداً وألا دمع يُختزَن
أبُنَيّ إنك والعزاءَ معا
بالأمس لُفَّ عليكما كفن
فإذا تناولتُ العزاء أبى
نَيْلِيه أن قد ضمَّه الجُنن
أبُنيّ إن أحزنْ عليك فلي
في أن فقدتُك ساعةً حزن
وإن افتقدت الحُزن مفتقِدا
لُبِّي لفقدِك للحَرِي القَمن
بل لاإخال شجاك تَعْدَمُه
روحٌ ألمَّ بها ولا بَدن
تالله لاتنفك لي شجنا
يمضي الزمان وأنت لي شجن
والآن حين ظعنت عن وطني
سمج المقام وطاب لي الظَّعن
ماأصبحت دنيايَ لي وطنا
بل حيث دارُك عنديَ الوطن
ما في النهار وقد فقدتك مِنْ
أنْس ولا في الليل لي سَكن
ياحسرتا فارقتني فَنناً
غضاً ولم يُثمر ليَ الفنن
ولقد تُسلّي القلبَ ذُكرتُه
أنِّي بأن ألقاك مرتَهنُ
أولادنا أنتم لنا فِتن
وتفارقون فأنتمُ مِحن
لهفي على سبق المنية بي
لو بيع لم يوجد له ثمن
ياعاذلي في مثل نائبتي
تُلْفَى دموعُ العين تُمْتَهن
فدعِ الملام فإنني رجل
عَدلٌ على العبرات مؤتمن
أنفقتُ دمعي في مَواضعه
لاالوَكسُ يلحقُني ولاالغَبن
أبكاني ابني إذ فُجعت به
لم تُبكِني الأطلال والدِّمن
وعكَفْتُ بالقبر المحيط به
فاعذِرْ فلا صنمٌ ولا وثن