الرد على الكتاب الأسود/تمهيد


تمهيد

إن كل ما اتهم به مكرم باشا عبيد صديقه القديم رفعة مصطفى النحاس باشا حقائق دامغة لا شك فيها ولا غرابة . فقد صادقه منذ سنة ١٩١٨ إلى الآن أي منذ ٢٥ عاما ، فهو أعلم الناس بأخلاقه ومطامعه .وقد أخرج النحاس باشا كل رجال الوفد الاصليين ومن بينهم وكيل الوفد المغفور له محمد باشا الباسل وغيره من اساطين الوفد وزعمائه الشرفاء من أجل مكرم باشا عبيد فالاثنان تجمعهما رابطة واحدة هي تقارب الميول والاخلاق والا لما استطاع أن يتصادقا كل تلك المدة الطويلة !

على أن أقل ما ينسب الى النحاس باشا هو اما أنه كان متفقا معه لاتفاق اخلاقهما واتحادهما في تلك المخازى، أو أنه كان جاهلا بأخلاق مكرم باشا الذي كان يتغنى كل تلك المدة بنزاهته ويخرج رجال الوفد من أجله وعلى ذلك ولا يصلح النحاس باشا لرئاسة الامة سواء في ذلك أكان مرتكبا مع صديقه أم كان جاهـلا بخلاله فأن الرئيس الجاهل أشد خطرا على الامة من المرتكب نفسه !

واني في هذا الرد ألخص التهم والفضائح التي وجهها مكرم باشا لرفعة النحاس باشا على أنها حقائق لا مراء فيها. ثم اثبت على مكرم باشا أنه شريك له في كل ماذكر أو هو الفاعل الاصلي لكل تلك المخازي لأنه كان اليد العاملة والرأس المفكرة لكل ما يقوم به النحاس باشا من الأعمال وسأثبت ذلك بأقوال مكرم باشا نفسه و بالتواريخ

أما ما اتهم به مكرم باشا زملاءه الوزراء فلا قيمة له في نظري ولم يدفعه إليه إلا الحقد والحسد

واني قبل أن ألخص التهم أتكلم عن سبب خروج مكرم باشا من الوزارة .