مجلة الرسالة/العدد 102/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 102/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 06 - 1935



مكتبة لوي بارنو

منذ أيام قلائل بيعت في باريس مكتبة لوي بارنو المؤرخ والسياسي الفرنسي الكبير الذي قتل في أكتوبر الماضي إلى جانب الملك اسكندر السربي؛ وكان بارنو من م أعظم هواة المكتب والتحف الأدبية، وقد قضى حياته وأنفق ثروته كلها في اقتناء نفائس التحف والكتب الأدبية، وجمع منها مكتبة عظيمة كانت من أشهر مكاتب فرنسا الخاصة. وقد أوصى بارتو بمكتبته النفيسة قبل وفاته إلى الأكاديمية الفرنسية التي كان عضواً فيها؛ وقررت الأكاديمية أن تعرضها للبيع بالمزاد؛ ووقع هذا البيع أخيراً؛ وكانت أيام البيع من أيام باريس المشهودة لما لهذه المكتبة العظيمة من شهرة ذائعة. وكتبت جميع الصحف الفرنسية عن مكتبة بارتو وعن تبدد هذا التراث البديع الذي أنفق فيه المفكر الكبير حياة بأسرها. ومما احتوته هذه المكتبة الفريدة مجموعات نفيسة من الطبعات الأولى لأشهر الكتب الفرنسية منذ القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، ومنها مؤلفات لمونتاني ورونسار وبوالو وبوسيويه وفنيلون وموليير وغيرهم؛ ثم مجموعات نفيسة لبلزاك وبودلير، وجوتييه وموسيه وسانت بيف وهوجو وغيرهم. ومن التحف رسائل بخط نابليون بونابرت وتوقيعه، وكتب عديدة عليها شعار الإمبراطور، ونسخة خطية من معاهدة الصلح (فرساي) موقعاً عليها من لويد جورج وفوش وكليمنصو. وقد حققت مكتبة بارنو من البيع مئات الألوف من الفرنكات؛ ومما يذكر أن نسخة من ديوان بولدير المشهور (فلير دي مال) بيعت بمبلغ سبعة وخمسين ألف فرنك، بينما بيعت مخطوطات معاهدة فرساي بواحد وأربعين ألف فرنك، وهكذا بددت مكتبة لوي بارتو بين أيدي الهواة؛ وهذا مصير معظم المجموعات والذخائر الخاصة

السياحة على طريقة العصور الوسطى

تطورت وسائل الدرس والسياحة في عصرنا، واستطاع العامل أن يسخر البحر والهواء، وغدا الطواف حول العالم أيسر الأمور. ولكن ما زال يوجد من الرحل والباحثين في عصرنا من يفضل الطواف على طريقة السائح الهروي وابن بطوطة وماركوبولو وغيرهم من أكابر الرحلة في العصور الوسطى. فمنذ عامين فكر ضابطان بحريان فرنسيان هم الكابتن بيشوف وجوزيف ثاثبويه في جوب بحار العالم في قارب شراعي؛ ونفذا مشروعهما الجريء، وقطعا إلى اليوم زهاء ستة آلاف ميل، وغرقا أكثر من مرة، وسلباهما اللصوص أكثر من مرة، واعتقلا كجاسوسين وعاشا شهوراً طويلة على الحشائش والأسماك، مما يذكرنا برحلات السندباد العجيبة

خرج هذان السائحان من ثغر تونجهاي في الهند الصينية في مركب شراعي، وسارا شرقاً في عرض المحيط الهادئ إلى جزائر كارولين، وهناك كسر قاربهما، فعادا إلى الصين، وجهزا سفينة شراعية أخرى؛ وسارا فيها إلى جزيرة فرموزا اليابانية، وهنالك سطا عليهما اللصوص فجرداهما من كل شيء حتى أوراقهما الشخصية، ثم قبضت عليهما سلطات الجزيرة بتهمة التجسس، وأبعدا من فورموزا. ولكنهما لم يعدلا عن مشروعهما؛ فجهزا مركباً ثالثاً؛ وخرجا من ثغر أموي، واخترقا بحر ثيمور قاصدين إلى جنوب استراليا؛ وفي أثناء الطريق هاجمتهما كلاب البحر، ومزقت العواصف شراع المركب، فلبثا عشرة أيام تحت رحمة الموج لا يعرفان لهما مستقراً، حتى لمحا في عرض البحر سفينة نرويجية، فأغاثتهما، وأمدتهما بالمؤن، وأصلحا الشراع؛ واستمروا في رحلتهما حتى وصلا إلى ثغر بروم في استراليا الغربية، ثم عبرا بوغاز توريس حتى بور مورسي، ووصلا إلى شواطئ جزائر بابوازي بعد رحلة مروعة، وهنالك أنكسر قاربهما مرة أخرى؛ فعاشا في تلك الأرض زهاء سبعة أشهر يأكلان قواقع البحر ويشربان ألبان جوز الهند، ويدرسان أحوال هذه الجزر وأحوال أهلها المتوحشين، ولما استطاعا أخيراً أن يصلحا قاربهما، ارتدا إلى البحر كرة أخرى؛ وجاسا خلال جزائر (أوشنيا) القاصية التي اكتشفها الكبتن كوك ثم لقى حتفه فيها، وفي عزمهما بعد طواف المحيط الهادئ أن يرتدا إلى الجنوب، ثم يعبرا المحيط غرباً إلى الأطلانطيق، حيث يزمعان اختراقه إلى فرنسا. ولكن هل يستطيعان تنفيذ هذا المشروع الجريء؟

ذكرى الشاعر تاسوني

أحتفل أخيراً في مودينا بإيطاليا بذكرى الشاعر الإيطالي الكبير الساندرو تاسوني، لمناسبة مرور ثلثمائة عام على وفاته؛ وكان تاسوني من أكابر شعراء القرن السادس عشر، ومن ذلك الجيل الذي تأثرت عبقريته بتراث عصر الأحياء؛ وكان مولده بمدينة مودينا سنة 1565، يوم أن كانت ما تزال إمارة زاهرة؛ وتلقى تاسوني تربية حسنة، وظهر في الشعر والحياة العامة شاباً؛ وأشتغل منذ سنة 1599 سكرتيراً للكردينال اسكانيو كولونا من أقطاب الفاتيكان، وقام وهو في هذا المنصب، بعدة مهام سياسية خطيرة؛ واستمر في منصبه حتى سنة 1608. ثم غادر رومة والتحق بخدمة دوق سافوا، واشتغل هنالك أيضاً بالمهام السياسية؛ ولكنه مع ذلك كان يطلق العنان لميوله الأدبية والشعرية؛ ولم ينفك أثناء ذلك عن الكتابة والنظم؛ ومن أشهر آثاره أو (اغتصاب الدلو) وهي قصة شعرية من نوع الخيال المعروف؛ ومجموعة مختلفة بعنوان (أفكار منوعة) وكتاب عن بترارك وشعره عنوانه (تأملات عن بترارك) وله قطع ومجموعات أخرى شعرية ونثرية

تكريم مستشرق روسي

احتفل المستشرقون الروسيون في 14 يونيو بتكريم المستشرق الروسي الأستاذ أغناطيوس كرنشكوفسكي لمرور ثلاثين عاماً قضاها في خدمة اللغة العربية، ألف في أثنائها ما ينيف على ثلثمائة رسالة في تأريخها وآدابها القديمة والحديثة، وهو يشتغل الآن بنشر كتاب أبن المعتز مع شرحه والتعليق عليه باللغة الإنكليزية، وقد أشترك في هذا التكريم المجمع العلمي العربي بدمشق بخطاب أرسله رئيسه ليتلى فيه

عيد ألفي لابن سينا

في بريد سورية أن الجامعة السورية تفكر في إقامة عيد ألفي لذكرى الطبيب العربي الكبير الرئيس أبن سينا

وقد فوضت إلى لجنة من أساتذة المعهد دراسة هذه الفكرة وإعداد الوسائل اللازمة لجعل هذه الذكرى متناسبة مع جلال الخدمة العظيمة التي أداها الرئيس للطب

اللغة العربية في جامعة لندن

روت جريدة البالستين بوست بالقدس أنه لمناسبة اليوبيل الفضي لجلالة ملك الإنكليز فكر السر دنسن روس أن يؤسس لهذه الذكرى مقعداً جديداً مجانياً لتعليم اللغة العربية في جامعة لندن

وقد أختار السر دنسن روس اللغة العربية لهذه الذكرى لأن الإمبراطورية البريطانية تضم تحت (جناحيها) أكبر عدد من الشعوب العربية، والمتكلمين باللغة العربية ولا تفوقها في ذلك دولة أوربية أخرى