آنسة لا تكتم القول الحسن
(حولت الصفحة من آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ)
آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
آنسةٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
ولا تبالي أيُّ سرَّيها علنْ
طيّبةُ المئزرِ رسلٌ كلّها
سوى الحديثِ المشتهى بها بطنْ
لا تنكرِ الليلةُ من ضجيعها
مع ريبِ الليل ومنها ما يجنّْ
طرقتها والبدرُ يشكو وجهها
والنجمُ يحكي قرطها لولا الأذنْ
فاستيقظتْ تعثرُ في لسانها
ما علقتْ منه فضالاتُ الوسنْ
تقول منْ وإنها عالمةٌ
لولا اتباع عادةٍ أنِّي منْ
والرقباءُ أعينٌ وألسنٌ
قيَّدها خيطُ الكرى عنِّي وعنْ
فكان ما أرضى العفافَ كلَّه
وبعضُ ما أرضى الغرامَ لم يكنْ
معاتبٌ نشرَ الصَّبا وبُلغٌ
من التشاكي كسقاطاتِ المُزنْ
والنظرةُ الخلسةُ والقبلة لا
تدري وراء الشفتين ما بطنْ
وفي الحديث ذي الشجون بيننا
ذكر الكرام كيف قلُّوا في الزمنْ
وضيعةُ الفضل وضعفُ أهله
وكيف قد مات الوفاء ودُفنْ
فلم نجد غيرَ ابن أيّوب فتىً
لما تريد المكرماتُ قد فطنْ
ما نطفةٌ تبردُ في قرارةٍ
تمسحها كفُّ الصَّبا من الدرنْ
ما طرقتها شفةٌ ولا يدٌ
ما ودعَ السحابُ فيها ما خزنْ
بنجوةٍ عن القذى يحوطها
حساً أصابَ مسرقا على الفننْ
أطيبُ من أخلاقه مشروبةً
ولا جنا النحلةِ ديفَ باللبنْ
ولا حبالُ مسدٍ متينةٌ
معقولةٌ من كلِّ طودٍ بركنْ
أوثقُ منه عروتيْ مودّةٍ
ما برزَ النفاقُ فيهم أو كمَنْ
ولا الكمال ناطقا عن نفسه
لو أعطي الكمالُ شخصا ولسنْ
أجمعُ منه لصفاتِ سؤددٍ
ظاهرةٍ لو السّبارِ يمتحنْ
يا ديمةَ الشكر الطويلِ ذيلها
طال بها الماءُ الثقيلُ وارجحنّْ
تهدّلت حافلةً ضروعها
بالقولة العذبة والمعنى الحسنْ
تحدو بها ريحُ القريض رجزا
كأنما قيل لحاديها نغنّْ
حلِّى العياب فامطريمحمّدا
ملء شعابِ الأرض حمداً لا يمنّْ
جزاء ما أسلف من صالحةٍ
إن الثناءَ للندى خيرُ ثمنْ
تناوبي عِراصه نائبةٍ
عنِّيَ في فرض التهاني والسُّنن
ليعلم الحسَّادُ فيه أننّي
بعتُ به الناس فلم أخشَ الغبنْ
وأنه أحرزَ منِّي صارما
عليهمُ لا تتوقّاه الجننْ
ما رقصت قامصةٌ برحلها
إلى منى ليناء خشناء الرَّسنْ
وما سعوا عارين أبدانا إلى ال
حجّ وأضحوا عاقرين للبدنْ
كلُّ دعاءٍ يرفعون فله
ما كان منه بالقبول مرتهنْ