أأبكاك داع في الصباح سميع

أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ

​أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ​ المؤلف بشار بن برد


أَأَبْكَاكَ داع فِي الصباح سَمِيعُ
وطيفٌ سرى من نَهْرَوَانَ يَرِيعُ
وقَائِلَةٍ إِنَّ العيالُ مُعَوِّل
عليكَ فلا تَقْعُدْ وأنْتَ مُضيع
فقلت لها: كُفِّي سيكفيك وافِدٌ
أشمُّ لأبواب الملوك قروع
وما أنا راضٍ بالهوان إذا احتبى
عَلَى الذلِّ في دار الهَوَانِ رَتُوع
إِذَا الأَمْرُ لَمْ يُقْبلْ عَلَيَّ بوَجْههِ
فلي مسلكٌ باليعملات وسيعُ
وزرتُ هُماماً يصبح الناس حوله
عكوفاً عليهم ذلةٌ وخضوع
ولما التقينا سابقَ الحمدَ جودهُ
فَأجْدَى وَجُودُ الطالِبينَ سَرِيع
وأَمْلاَكُ صِدْقٍ أَلْبسَتْني طِرازَهُم
قَصَائدُ مالي غيْرُهُن شفيع
وغيثٌ إذا ما لاحَ أومض برقه
كما أَوْمَضَتْ تحت الرِّداء خَريع
إِذَا حاجةٌ أَلْقتْ عَلَيَّ بَعَاعَها
ركبتُ وحسبي منصلٌ وقطيع
يردنَ امرأً قد شذبَ الحمدُ ماله
أغرَّ طويلَ الباع حين يبوع
ومَا ضَاعَ مَالٌ أَوْرثَ الْحَمْدَ أَهْلَه
ولكنَّ أموال البخيل تضيع
على خشبات الملك منك مهابةٌ
وفي الدِّرع عبلٌ السَّاعدين قروع
يشقُّ الوغى عن وجهه صدقُ نجدة
وأَبْيَض من ماء الحَدِيدِ وَقِيع
إذا خزن المالَ البخيلُ فإنَّما
خزَائنه خطِّيَّةٌ ودروع
وبيضٌ بها مسكٌ مكان بنانهِ
ولكنها ريح الدماء تضوع
تروح بأرزاقٍ وتغدو بغارةٍ
فأنْتَ ذُعَافٌ مرَّةً وربيع