أبا علي للناس ألسنة
أبا عليَّ للناس ألسنة ٌ
أبا عليَّ للناس ألسنةٌ
إن قلتَ قالوا بها ولم يَدَعُوا
والبغيُ عونٌ على المدلِّ به
فأشْنأْه واجعله بعضَ ما تدعُ
أوْلا فكن رامياً وكُن غرضاً
ترمي وتُرمَى وتحصلُ الشُّنَع
وقالةُ السوءِ غيرُ راجعةٍ
يوماً إذا نوَّهتْ بها السُّمَع
يا ليتَ شعري وليت شعرك إن
قلتَ وقلنا واستحكم القذَع
ما ينفعُ الصارمُ اللسانِ إذا
غُودر يوماً وعرضُه قِطَعُ
لا نفع في ذاك إن نظرتَ وإن
قوَّم منك الحياءُ والورعُ
فارجعْ وبُقيا أخيك باقيةٌ
واندم وفي الحلم فُسحة تسع
أو لا فأيقِن بأنَّني رجلٌ
تكثُر فيما يقوله البِدع
والشهدُ عندي لمن أناب بما
ءِ المزن أوْ لا فالصَّاب والسَّلَعُ
وقد هجوتُ امرءاً يجَلُّ عن ال
مدح وعندي الحفاظُ لا الجزع
ومن هجا ماجداً أخا شرفٍ
فليس إلاَّ من نفسه يَضعُ
والنَّبل مبريَّةٌ مُنَصَّلةٌ
يحفزُهُنَّ القِسيُّ والشِّرعُ
وكلُّ سهمٍ رمتْ يدايَ به
فليس إلا في مقتلٍ يقع
فلا تَعُد بعدها لذكر أبي
بكرٍ ولا تخدعنَّك الخُدع
فوالذي تسجد الجباه له
ما بعدها في هوادتي طمع
ذلك عرضٌ أبيتُ لا بل أبى ال
لَّه له أن يمسَّه طَبَعُ
ودُونَه نُصْرةٌ مؤيدةٌ
مني ولي بالحفاظ مُضْطَلعُ
والظلمُ مخذولةٌ كتائبُهُ
تُضرَبُ أدبارُها وتكتسعُ
والحق منصورةٌ حلائبه
تكثرُ أعوانهُ ويُتَّبعُ
أنذرتُ حربَ الهجاء مُلْقِحَها
فما لها غيرَ حتفه رُبَع
وليس فيها الرؤوس تُنْدَرُ بل
فيها أنوف الرجال تجتدَع
ذاك مقامٌ كما سمعت به
محاسنُ القوم فيه تُنتزع
وليس فيه شيءٌ تراه سوى ال
أعراض دون النفوس تُدَّرع
والعيشُ بعد الممات مرتجعٌ
وليس عِرضٌ يُودِي فيُرتَجَع
ونحن في منظرٍ ومستمعٍ
ما مثله منظرٌ ومستمع
فليتَّزع بالعِظات متَّزعٌ
ما دام يُجدي عليه مُتَّزِع
إيَّاك أن يستَنير مني أق
دامُك صِلا في رأسه قَرَع
قد جفَّ واديه من تنفُّسِه
فما به في الربيع مرتبِعُ
لا ماءَ فيه ولا نبات وهل
خَصبٌ بوادي البوار أو مرَعُ
إيَّاك إياك أن تُطيف به
وإن تداعت لنصرك الشِّيعُ
فربَّ إقدام ذي مخاطرةٍ
أحزمُ منه النُّكوص والهَلعُ
لا تنتجعْ صيفةً لها وهجٌ
حامٍ فما في المصيف منتجَعُ
ولا تزعزع حلمي وتأملُ أن
تَرسو إن الجبالَ تُقْتلع
فليس حلميَ حلماً يُبَلِّغني الذْ
ذلَّ وإن كان فيه مُتَّسعُ
وليس جهليَ جهلاً يُبلِّغني الظ
ظُلم وإن كان فيه مُمتنِعُ
أنا الذي ليس في مغامِزِه
لينَ ولا في قناتِه خَضَعُ
أنا الذي لا يذلُّ صاحبُه
ولا يُرى في وليِّه ضرَعُ
أنا الذي تحشُد الرواة له
فكلُّ أيام دهره جُمَعُ
أنا الذي ليس في حكومته
جورٌ ولا في طريقه ضَلَعُ
وأنت بكرٌ على الهجاء فَصُنْ
عرضَك إنَّ الأبكار تُفْترع
قارعتَ قبلي معاشراً قُرَعاً
فازت فَخف أن تخونك القُرعُ
وذقتَ من غير موردي جُرعاً
ساغت فخفْ أن تُغصَّك الجرُع
متى تعاطيتَ جرْعَ واحدةٍ
من موردي فالشَّجا له تَبَعِ
فلا تُجرِّب على الحياة فما
كلُّ التجاريب فيه مُنتفَع
وما تعدَّيتُ بل ردعتك بال
وعْظِ وللصالحين مرتَدع
وأنت ممَّن يهاب معصية ال
حقِّ ولا يستخفُّه الفزع
وفي القوافي لقائلٍ سَعةٌ
إن شئتَ والدهر بيننا جذَع
وقد عرفتَ القريض أصلحك ال
لّه وفيه الأغلالُ والخِلعُ
فاجتنب الشرَّ فهو مجتنبٌ
واتَّبِعِ الخيرَ فهو متَّبَعُ