أبشرك أم ماء يسح وبستان

أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ وبُستانُ

​أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ وبُستانُ​ المؤلف ابن خفاجة


أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
وذِكرُكَ أمْ راحٌ تُدارُ، ورَيحانُ؟
وإلاّ فما بالي، وفَوديَ أشمَطٌ،
تَلَوّيتُ في بُردي، كأنّيَ نَشوانُ؟
و هل هي إلاّ جملةٌ من محاسنٍ
تغايرُ أبصارُ عليها وآذانُ؟
بأمثالِها من حِكمَةٍ، في بلاغَةٍ،
تُحَلَّلُ أضغانٌ، وتُرحلُ أظعانُ
وتُنظَمُ، في نَحرِ المَعالي، قِلادَةٌ،
وتُسحَبُ، في نادي المَفاخرِ، أردانُ
كلامٌ كما استشرفتَ جيدَ جدايةٍ
وفُصّلَ ياقُوتٌ، هناكَ، ومَرجانُ
تدَفّقَ ماءُ الطّبعِ فيهِ تَدَفّقاً،
فجاءَ كما يصفو على النارِ عقيانُ
أتاني يَرِفّ النَّورُ فيهِ نَضارَةً،
ويَكرَعُ منهُ في الغَمامَةِ ظَمآنُ
وتأخذُ عنهُ صَنعَةَ السّحرِ بابِلٌ،
وتَلوي إليهِ أخدَعَ الصّبّ بَغْدانُ
و جدتُ بهِ ريحَ الشبابِ لدونةً
ودونَ صِبا ريحِ الشّبيبَةِ أزمانُ
و شاقَ إلى تفاحِ لبنانَ نفحهُ
و هيهاتِ من أرضِ الجزيرةِ لبنانُ
فهل تردُ الأستاذَ مني تحيّةٌ
تَسيرُ كما عاطَى، الزّجاجَةَ، نَدمانُ
تهشّ إليها روضةُ الحزنِ سحرةً
و يثني إليها حملَ السريرةِ سوسانُ