أبشر فيك العلى والشرف
أُبشّر فيك العُلى والشرف
أُبشّر فيك العُلى والشرف
وأهدي إلى المجد أسنى التحف
وأنظم فيك لجيد الفخارِ
لئالٍ تفوق لئالِ الصدف
وأجلو عليك بنادي السرور
عروسَ الثنا بالتهاني تُزف
أبا المصطفى أنتَ فخرُ الكرام
وأكرُم من بالفخار التَحف
وأزكى البريّة فرعاً نماهُ
من دوحة المجد عيص الف
لك الله أكملَ هذا السرورَ
بعزّ عليك لواه يرف
ولا زلت في آلك الأكرمين
ترى ما يُقرّ عيونَ الشرف
تروح على فرحٍ فيهم
وتغدو على فرح يؤتنف
جلا اليومَ بشرك وجه الزمان
فماء الغضارة فيه يَشف
نظمت بأيّامك الصالحات
شملَ المكارم حتى ائتلف
وقمت بأثقال هذا الزمان
وعنها أجلّهم قد ضَعُف
أقولُ لمن باتَ يُنضي الركاب
رويدك في السير لا تعتسف
أمل عن بني الدهر أعناقَها
فقد لئموا يوم كانوا نُطف
وبادر إلى ماجدٍ بيته
به للأكارم نعمَ الخلف
ترى علّة المكث للضيف فيه
طيبَ القِرى فهو لا ينصرف
إذا للإقامة فيه أتمّ
أجدَّ به نيّةَ فاعتكف
وحيّ به من أبي المصطفى
ربيع العفاةِ إذا الضرعُ جف
أجل نظراً في مزايا عُلاه
وفي قومه خلفاً عن سلف
تجد فيه كلَّ صفاتِ الكمال
وفيهنَّ عبد الكريم اتصف
فتىً وكفت كرماً كفُّه
فعلّمت الغيثَ حتّى وكف
ترى للمكارم والأكرمين
في مصطفى المجد نشراً ولف
إذا بسط الكفَّ يوم العطاءِ
طوى كلّمن نشرته الصحف
وزاد على كلّ حيّ به
عُلاً عنه يَقصِرُ من قد وصف
له حَلف الدهرُ أن لا يجيء
بمثل وقد برَّ فيما حلف
وكيف يساجله الأكرمون
وكلّهم من نَداه اغترف
ولو شاءَ جارى بصغرى بنان
أخيه من الأكرمين الأكف
وأبدا من الحسن المكرمات
مزاياً جمعنَ حِسان الضرف
هو الحسن الندبُ من في الكمال
أقرَّ الحسودُ له واعترف
تَبارى الصَبا كرماً راحتاهُ
وأخلاقه الغرّ منها أشف
بني المصطفى مَن يباهيكم
وأنتم نجومُ سماءِ الشرف
حللتم من المجد أوساطَه
وغيركم منه حلَّ الطرف
سبقتم إلى صهوات العُلا
فأعلى الورى خلفكم مُرتدف
ثقالُ الحلومِ فلو توزنون
برضوى إذاً لرجحتم وخف
يقرّ بعين الورى أن ترى
بيوتكم للعُلى مختلف
وإنّ عليهنّ طيرُ السعود
بأجنحة اليمنِ زهواً ترف
أُهنيكم بفتىً ماجدٍ
حسان العُلى فيه تبدي الشغف
غدا عرسه روضةً للهنا
وزَهر السرور بها يقتطف
به قد غفرنا ذنوبَ الزمانِ
وقلنا عفى الله عما سلف
وبتنا على طربٍ نستطيب
أرقَّ النشيدِ بنادي الظرف
نفضّ ختام رحيق السرور
ونرشف أعذب ما يُرتشف
نعمّكم ونخصّ الجوادَ
فيا بورك الفرح المنتصف
ليُهنَ بعرس هلالٍ له
ظلامُ الخطوبِ به ينكشف
إذا ما ادعى البدرُ أن قد حكاه
فقل خلّ يا بدر هذا الصلف
سباك محيّاه وهو الأغرّ
فغطّ بوجهك هذا الكلف
وتحكيه عندي لو انّ الجواد
أبوك فذلك شمس الشرف
جوادٌ جرى سابقاً للندى
وعن شأوهِ الدهر عجزاً وقف
فيا أُسرة المجد لا زلتم
ببشرٍ من الدهر لا ينصرف