أبعدك أتقي نوب الزمان

أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ

​أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ​ المؤلف ابن الخياط


أبعدَكَ أتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ
أبعْدَكَ أرْتَجي دَرَكَ الأمانِي
أيَجْمُلُ بِيَ العَزاءُ وأنتَ ثاوٍ
أيَحْسُنُ بي البَقاءُ وأنتَ فانِ
لكلِّ رزيةٍ ألَمٌ ومَسٌّ
ولا كَرَزِيَّةِ الملِكَ الهِجانِ
وما أنا بالرَّبيطِ الجأشِ فيها
فأسْلُوَهُ وَلا الثَّبْتِ الجَنانِ
أُلامُ على امْتِناعِ الشِّعْرِ مِنِّي
وما عِنْدَ اللَّوائِمِ ما دَهانِي
أَلِي قلْبٌ أَلِي لُبٌّ فأَمْضِي
أطاعَ وأنَّ فِكْرِي قَدْ عَصانِي
إذا خَطرَتْ لمجْدِ الدينِ ذكرى
وَجَدْتُ الشِّعْرَ حَيْثُ الشِّعْرَيانِ
وما إنْ ذاكَ تقصيرٌ بحقٍّ
ولكنَّ الأسى قيدُ اللسانِ
ومنْ كمُصِيبتِي وعظيمِ رُزْئِي
أُصيبَ ومَنْ عراهُ كما عرانِي
أعَضْبَ الدَّوْلَةِ کخْتَرَمَتْكَ مِنّا
يدٌ ما للأنامِ بها يدانِ
وكنتَ السَّيفَ تُشْحَذُ شَفْرَتاهُ
لِفَلِّ كتيبةٍَ ولِفَكِّ عانِ
فقُطِّعَ بالنَّوائِبِ صَفْحَتاهُ
وفُلِّلَ بالخُطُوبِ المَضْرِبان
سحابٌ للأباعِدِ مُستَهِلٌّ
وبَحرٌ مُستَفِيضٌ للأدانِي
وبدْرٌ لو أضاءَ لما أسينا
على أنْ لا يُضِيءَ النَّيِّرانِ
سأُنفِقُ ما بَقيتُ عليكَ عُمْرِي
بُكاءً شأنُهُ أبداً وَشانِي
ولوْ أني قتلْتُ عليكَ نفْسِي
مُكافاةً لِحَقِّكَ ما كفانِي