أبني دونك عبرتي وتنهدي

أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي

​أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي​ المؤلف البرعي


أبنيَّ دونكَ عبرتي وتنهدي
كمداً عليكَ فكمْ أعيدُ وأبتدي
أبنيَّ طالَ بكَ السقامُ فليتني
أفديكَ لوْ ولدٌبوالدهِفدى
أ بنيَّ ما بيدي لمثلكَ حيلةٌ
لكنْ أمدُّ إلى ابن آمنة يدي
إنْ ضاقَ بي وبكِ الخناقُ فلم يضقْ
عني وعنكَ عريضُ جاهِ محمدِ
ذاكَ الغياثُ المستغاثُ بهِ الذي
لولاهُ ما كانَ الوجودُ بموجدِ
ذاكَ المتوجُّ بالمهابةِ والعلى
شمسُ النبوِ عصمةُ المسترشدِ
وَ غيمُ مرحمةٍ يمدُّ ظلالهُ
و يفيضُ نائلهُ لكلِّ موحدِ
هوَ صاحبُ الأحكامِ والحكمُ التي
طلعتْ طلائعها هدى للمهتدى
قمرٌ تسلسلَ منْ ذؤابةِ هاشمٍ
في السرِّ منها والصريحِ الأمجدِ
ملأتْ محامدهُ الزمانَ وأسرعتْ
شهبُ النجاةِ لمغورٍ ولمنجدِ
رؤوفٌ بأمتهِ رحيمٌ مشفقٌ
متعطفٌ بالودِّ للمتوددِ
نرجوهُفي الدنيا لنجحِ مرادنا
و نلوذُ منهُ إلى الشفاعةِ في غدِ
و هوَ الذي منْ قابَ قوسينِ انتهى
في القربِ يفتحُ كلَّ بابٍ موصدِ
و لهُ الفضيلةُ والوسيلةُ رفعةً
و الفضلُو الزلفى وصدقُ المقعدِ
و الرسلُ تحشرُ تحتَ ظلِّ لوائهِ
و تؤمُّ كوثرهُ الهنىءَ الموردِ
جبلٌ نلوذٌ منَ الخطوبِ بعزهِ
وبهِ نصولُعلى الزمانِ المعتدى
جعلَ الصنائعَ في الرقابِ قلائداً
و بنى المحامدَ في عراصِ الفرقدِ
يتوسلُ المتوسلونَبجاههِ
فيردُّ عنهمْكلَّ خطبٍ أنكدِ
جادَ الغمامُ على رباهُ إلى ربا
سلعٍ فما والى بقيعَ الغرقدِ
و سقى جوانبَ روضةٍ قدسيةٍ
محروسةٍ في ظلِّ ذاكَ المسجدِ
فهناكَ أرواحُ النفوسِ عواكفٌ
شغفاً بأحمدَذائباتِالأكبدِ
طوبى لطيبةَ حيثُ حلَّ بربعها
شمسُ الفخارِ ففاقَ شمسَ الأسعدِ
نزلَ المكانَ فكانَ محترماً بهِ
ومحا الفسادَ فسادَ كلَّ مسودِ
علمٌ تظللَ بالغمامةِ وارتوى
منْ ذلكَ الضرعِ الأجدِّ الجلمدِ
و الجذعُ حنمَّ لهُ وسبحتِ الحصى
في كفهِ نصُّ الحديثِ المسندِ
هو عدتي هوَ عمدتي هوَ ذخرتي
هوَ نصرتي هوَ منقذي هوَ منجدي
ياسيدَّ الثقلينِ كنْ لي مسعداً
فالدهرُ يا مولايَليسَبمسعدي
هذا سميكَ أحمدٌ فاقَ الحشا
أتراكَ تغفلُ عنْ سميكَ أحمدِ
ألمٌّألمَّ بهِ فقطعَ بالبكا
كبدي وظني فيكَ غايةُ مقصدي
فاسألْ لهُ الرحمنَ نظرةَ راحمٍ
بشمولِ عافيةٍ وعفوٍسرمدِ
واجزِ بهِ عبدَ الرحيمِ براءةً
منْ حرِّ نارِ جهنمَّ المتوقدِ
و عليكَ صلى اللهُ ما هبَّ الصبا
منْ طيبِ طيبةَ عنْ شذا الندِّ الندي
و على صحابتكَ الجميعِ وكلُّ منْ
والاكَ يشهدُ حسنَ ذاكَ المشهدِ