أبو دلامة
قال المدائنى:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منه غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلـغ إليـك أبـا دلامـة
فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العـمامـة كان قرداً
وخنزيراً إذا نزع العمامة
جـمعت دمامة وجمعت لؤماً
كـذاك اللـؤم تتبعه الـدمامه
فإن تك قد أصبت نعيم دنيا
فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه