أبى الله إلا أن يكون لك السعد
أَبَى الله إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ السَّعْدُ
أَبَى الله إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ السَّعْدُ
فليسَ لِمَا تبغيهِ منعٌ ولا ردُّ
إِذَا أَبَتْ الأَقْدَارُ أَمْرَ قِسْرَتِهَا
عَلَيْهِ فَعَادَتْ وَهِيَ في نَيْلِهِ جُنْدُ
قَضَتْ حَلَبٌ مِيْعَادَهَا بَعْدَ مَطْلِةِ
وأطيبُ وصلٍ ما مضى قبلهُ صدُّ
ومَا كانتِ الورهاءُ أولَ غادةٍ
إذَا رضيتْ لمْ يبقَ في قلبَها حقدُ
وَعَهْدِي بِهَا بَيْضَاء حَتَّى وَرَدْتَها
وتربكَ محمرّ وجوكَ مسودُّ
تَهُزُّ لِواء الحَمْدِ حَوْلَكَ عُصْبَةٌ
إذا طلبُوا نالُوا وإنْ عقدُوا شدُّوا
وخطيةٌ سمرٌ وبيضٌ صوارمٌ
وَضَافِيَةَ زَعْفُ وَصَافِنَةُ جُرْدُ
فَحَارَتْ عُيُونُ النَّاظِرِينَ وَأَظْلَمَتْ
وجُوهُ رِجَالٍ مِثْلُ إِعْرَاضَهَا رُبْدُ
رَأوكَ فَخَافُوا مِنْ ضِبَاكَ وَمِثْلُهُمْ
يعز عليهَا أنْ يذلَّ بهَا خدُّ
وَقَدْ آمَنُوا بِالمُعْجِزَاتِ الَّتِي طَرَتْ
عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ بَعْدَ مَا فَتَحَ السَّدُ
لَحَا الله قَوْمَاً أَسْلَمُوا بَيْتَ جَارِهِمْ
وَقَدْ عَلِقَتْهُ في مَخَالِبهَا الأَسَدُ
رَمُوا حَلَبَاً مِنْ بَعْدِ مَا عَزَّ أَهَلُهَا
عهودُ أكفٍّ مَا لهَا بالنَّدى عهدُ
لِئَامُ السَّجَايَا لا وَفَاءَ ولا قِرى
فلا غدرهمْ يخفى ولا نارهمْ تبدُو
مَضُوا يَحْمِدُونَ البُعْدُ في الذَّبِّ عَنْهُم
ومَا الذلُّ إلاَّ حيثُ يحميهمُ البعدُ
وَقَدْ ثَبَتُوا حَتَى طَلَعَتْ عَلَيهِم
كمَا قابلتْ شمسَ الضحى الأعينُ الرمدُ
فَإنْ تَفْعَل المَعْرُوفَ فِيهِم فَقَدْ مَضَتْ
مَوَاهِبُ لا أَجْرٌ عَلَيْهَا وَلا حَمْدُ
وَإنْ عُوتِبُوا بِالمُرْهَفَاتِ فَطَالَمَا
أَصَاخَ لَهَا الغَاوِي وَبَانَ بِهَا الرُّشْدُ
ولمَّا استقلتْ بالفرارِ حمولهمْ
ولمْ يبقَ هزلٌ للطعانِ ولا جدُّ
أتوكَ يعدونَ القديمَ ولوْ وفُوا
بعهدهِمُ فيهِ لكانوا كما عدُّوا
وَلَكِنَّهُم رَامُوا عَلَى المَكْرِ غَايَةً
أَبَى الله إلاَّ أَنْ يُقَصِّرَها عَبْدُ
فَمَا سَلَّمُوا بالمَسْلَمِيَّةَ عِنْدَهُم
ولاَ وافقَ السعديُّ عندهمُ سعدُ
أَفَادَتْكَ في سَفْحِ المَضِيقِ فَوَارِسٌ
طوالُ الموالي لا لئامٌ ولا نكدُ
ولا ظفروا من عند قيس بنصرة
وَالأم خطبان يكون لها عندُ
أبَا حَازِمَ مَا أَسْلَمتْكَ ربيعة
وبينكم عهد يراعى ولا وُدُّ
وكيفَ يفوتُ الذلُّ منَّا ومنهمُ
وَسُمْرُهُم لُدْن وَالسُنُنَا لُدُّ
ومَا كانَ يومُ المرجِ منكَ غريبهُ
ولا لكَ منْ فعلِ تلامُ بهِ بدُّ
وَقَوْمٌ رَمُوا عِرْضِيَ وَلَوْ شِئْتَ كَانَ لِيَ
مِنْ الذًّمِّ حَادِ في جمائلِهِم يَحْدُو
وما العارُ إلاَّ أنْ بين بيوتهمْ
أَحَاديِثُ ما فِيهَا نِزَاعٌ وَلا جَحْدُ
مَحَا السَّيْفَ مَا قَالوا وَرُبَّ نَسِيبَةٍ
مِنَ القَوْلِ وَفَّاهَا طِعَانَكُمُ النَّقْدُ
وَعِنْدِي إِذَا عَزَّ الكَلامَ غَرَائِبٌ
هيَ الغلُّ عندَ السامعينَ أو العقدُ
وكيدُ على الأعداءِ يرمي زنادهُ
لواذعَ ما فيها سلامٌ ولا بردُ
أبَا سابقٍ ما أنزلَ الله نصرهُ
عَلَى فِئَةٍ إلاَّ وَأَنْتَ لَهَا رَدُّ
هنيئاً لكَ الملكُ الذي نلتَ حقهُ
بسمرِ العوالي لا تراثٌ ولا رفدُ
لكَ النسبُ السامي على كلِّ منصبٍ
وَقَدْرُكَ أَعْلَى مِنْ نِزَارِ وَمِنْ أَدُّ
وَقَدْ وَفَّقَ الله الأَنَامَ لِفِكْرَةٍ
تيقنَ فيهَا أنكَ السيفُ والعضدُّ
دعا التركَ أقوامٌ فكانَ عليهمُ
نِكَالاً ألا لله مَا صَنَعَ الجَدُّ
ولوْ وفقُوا كنتمْ جميعاً على العدَى
ودافعَ دونَ الغيلِ ذَا الأسدُ الوردُ
ولكنهمْ أصغُوا إلى قولِ كاشحٍ
يَرُوحُ عَلَيْهِم بِالنَّمِيْمَةِ أَوْ يَغْدُوا
فإنْ ظهرتْ فيهمْ عواقبُ رأيهِ
فَقَدْ يُؤَخَذُ المَوْلَى بِمَا صَنَعَ العَبْدُ
وإنْ جنحوا للسلمِ راعيتَ فيهمُ
أواصرَ يأبَى أنْ يضيعَها المجدُ
وَمَا السِّلمُ إِلاَّ فُرْصُةً لِمُحَارِبٍ
لهُ كلُّ يومٍ شلة منكَ أو طردُ
بقيتَ فلي منْ حسنِ رأيكَ نعمةٌ
هيَ العزةُ القعساءُ والعيشةُ الرغدُ
وَدُوْنَكَ مِنْ نَصْرٍ حُسَامُ بَلْوَتهُ
فَبَانَ شِبَاهُ حِيْنَ فَارَقَهُ الغِمْدُ