أتانا عنك مولانا البشير
أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
فَبَشَّرَنا بما فيه السُّرورُ
ورحنا تستقرّ لنا قلوبٌ
بما فرحتْ وتنشرح الصدور
تقلَّدتَ القضاء وربَّ عقدٍ
تزيَّنه الترائبُ والنحور
وأمضى ما يكون السَّيف حدّاً
إذا ما کستَلَّه البطل الجسور
تضيء البصرةُ الفيحاء نوراً
بأحمدَ وهو في الفيحاء نورُ
إذا نازلتَه نازَلْتَ صِلاَّ
يروعُ الصلَّ منه ويستجير
وإنْ نَزَلَتْ بمنزلة ضيوفٌ
فقد شَقِيَتْ بمنزله الجُزور
إذا ما جئته يوماً ستلقى
ضيوفاً نحو ساحته تسير
ألا يا ساكني الفيحاء إني
لكمْ من قَبلها عَبدٌ شكور
ليهنكمُ من الأنصار قاضٍ
لدين الله في الدنيا نصير
فهل عَلِمَ النقيبُ بأَنَّ شوقي
إليه دون أسرته كثير
وهل يقِفُ الكتاب على أخيه
فيعلمُ ما تضمَّنتِ السطور
هما قمرا سماوات المعالي
إذا ما يأْفُلُ القمر المنير
ومقصوصِ الجناح له فؤاد
يكاد إلى معاليكم يطير
فلا خبرٌ ليوصله إليكم
على عجلٍ ولا أحدٌ يسير
يعالجُ في الجوى دمعاً طليقاً
يذوبُ لصوبهْ قلبٌ أسير
ومن لي أنْ تكون بنو زهير
أَحبّائي ولي فيهم سميرُ
إذا هَبّ النَّسيمُ أقول هذي
شمائله الّلطيفةُ والبخور
تولّى قاضياً فيكم وولى
وفي أعقابهِ ظلمٌ وزُورُ
عدوّكم القضاة الصُّفرُ تتلو
وشرَّ الأصفرين هو الأخير
إذا ما مال نحو الحقّ يوماً
أمالته الوساوسُ إذ يجور
وكم في الناس من شيخ كبير
عليه ينزل اللَّعْن الكبير
تَمَلُّ حياتَه الأحياءُ منّا
وتكرهه الحفائر والقبور
قليل من سجاياه المخازي
وجزءٌ من خلائقه الفجور
طويتُ به الكتابَ وثمَّ طيٌّ
يفوحُ المسكُ منه والعبير