أتتني كما بلغت منية
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
وأدركتُ من طلبِ الثّأرِ ثارا
قوافي ما كنّ إلاّ الغمام
سَقى بعدَ غُلَّتهنّ الدِّيارا
إذا ما نقدن وجدن النضارَ
وإمّا كُرِعْنَ حُسِبْنَ العُقارا
و هنأنني بأيادي الإمام
كسون الجمال وحزن الفخارا
لبسْتُ بهنَّ على مَفْرِقَيْـ
ـيَ تاجاً وفي مِعصميَّ سِوارا
ولو شئتُ لمَّا تيسَّرْنَ لي
لنالتْ يداي المحيط المدارا
و ما كنّ إلاّ لشكٍّ يقيناً
ولبّاهُ منِّي الإخاءُ الصَّريـ
ولِمْ لا أصولُ وقد صارَ لي
شعار إمام البرايا شعارا؟
ولمّا تعلَّقَ زينُ القضا
ة قلبيَ صار لمثواي جارا
غفرتُ له هفولاتِ الزمان
و كنّ الكبار فصرن الصغارا
ـحُ حينَ دعا أو إليه أشارا
فإنْ تفتخرْ بأبيكَ الرّشيدِ
ملأتَ لنا الخافقين افتخارا
وإنَّك مِن معشرٍ خُوِّلوا
من المأثرات الضخام الكيارا
يسودُ وليدهُمُ الأشْيَبينَ
ويُعطون في المعضلات الخِيارا
تمازج ما بيننا بالودادِ
و عانق منا النجارُ النجارا
و نحن جميعاً على الكاششحين
فكنتَ السنانَ وكنا الغرارا
فخذها تطول قنانَ الجبال
و إن كنّ للشغل عنها قصارا
ولازلتُ فيك طوالَ الزَّما
نِ أُعطى المرادَ وأُكْفَى الحِذارا