أترى البارق الذي لاح ليلا
أتُرى البارقَ الذي لاحَ ليلاً
أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
مرّ بالحيذ من مرابعِ ليلَي
وتُرى السُّحبَ مذ نشأنَ ثقالاً،
سَحَبتْ في رُبوعِ بابلَ ذَيلا
ما أضا البارِقُ العِراقيّ، إلاّ
أرسلتْ مقلتي من الدّمعِ سيلا
وتذكرتُ جيرةً بمغانيـ
ـهِ ونَدباً من آلِ سنبسَ قَيلا
عمَّنا بالودادِ في حالةِ القرْ
بِ، وأهدى لنا على البُعدِ نَيلا
وحملنا بضاعةَ الشكرِ مزجا
ةً، فأوفَى لنا من الودّ كيلا
كيفَ أنسَى تلكَ الديارَ ومغنىً
عامراً قد ربيتُ فيهِ طفيلا
أتَمَنّى العراقَ في أرضِ حرّا
نَ، وهل تدركُ الثريّا سهيَلا
يا ديارَ الأحبابِ ما كانَ أهنى،
بمغانيك، عيشنا، وأُحَيلى
كم جلونا بأفقكِ البدرَ صُبحاً،
واجتلينا بجوكِ الشمسَ ليلا
وأمّنا الأعداءَ لمّا جَعَلنا
سورَ تلكَ الديارِ رجلاً وخيلا
انتدي في حماكِ كعباً، ومغنًى،
وإذا ئشتُ سنبساً وعقيلا
أُورِدُ العِيسَ نهرَ عيسى وطوراً
أُورِدُ الخَيلَ دِجلةً ودُجَيلا
إن ورَدتَ الهيجاءَ يا سائقَ العيـ
ـسِ، وشارفتَ دوحها والنخيلا
ورأيتَ البدورُ في مشهدِ الشمـ
ـسِ بفتيانِ بانةِ والأثيلا
مِلْ إليها واحبِسْ قليلاً عليها،
إنّ لي نحوَ ذلك الحيّ ميلا
وأبلغِ الرملةَ الأنيقةَ وابلغْ
معشراً لي بربعِها وأهيلا:
كنتُ جَلْداً، فلم يدَعْ بينُكم للـ
ـجسمِ حولاً ولا لقلبيَ حيلا
قد ذَمَمنا بُعَيْدَ بُعدِكُم العَيـ
ـشَ، فليتَ الحمامَ كانَ قبيلا