أترى يؤوب زماننا

أتُرَى يؤوبُ زمانُنا

​أتُرَى يؤوبُ زمانُنا​ المؤلف الشريف المرتضى


أتُرَى يؤوبُ زمانُنا
غضّاً بأودية الغَضا
ويعود فينا مقبلاً
مَن كانَ عنّا مُعرِضا
قمرُ بصفحة خدِّهِ
عَضْبُ المحاسنِ مُنَتضَى
مَلَّكْتُهُ قلبي وكمْ
رَجَعَ الذي قد أقرضا
ولقد اقول وكم أرى
عجباً قضاهُ مَن قضَى
أنت الصحيح فكم تكو
نُ لمن يحبُّك مُمْرِضا
وإذا عُشقت فلا تزا
لُ لأهلِ عِشقِك مُبغضا
بدلت رأسي أسوداً
لمّا هجرت بابيضا
ماضر راي مهجتي
لو أنّه ليَ أنبضا
ومجّدد الإعراض لو
قبلَ التَّلاقي أَعرضا
من مبلغٌ عنِّي الرئي
س مصرحاً ومعرضّا
أنت الذي لمّا ظفر
ت بودِّه نلتُ الرّضا
وغفرتُ من جُرمِ الزَّما
ن لأجله ماقد مضى
أبناء ماسرجيس ما
زالوا الكُفاةَ النُّهَّضا
السابقين إلى الفضا
ئل كلَّ سارٍ ركضا
أسدٌ تراهم للفرا
ئس في الفضائل ربضا
وإذا رمى منهم فتىً
يوماً أصاب فأغرضا
وإذا استغاثَ بهمْ جريـ
ح في وغى سدّوا الفضا
بصواهلٍ وذوابلٍ
وصوارمٍ مثل الإضا
حوشيت أن أسلاكم
وأملُّكُمْ أو أُعرِضا
أو أن أرى بسواكم
مبتدلا متعوضا
لاحال ودٌّ بيننا
عمر الزمان ولا انقضى
وخباءُ ما أضحى وأم
سى بيننا ماقوضا
وإذا أقمت فلا أبا
لي من يرحله القضا
خُذْها يسوقُ بها الوِدا
د إليك سوقاً مجهضا
لو رامَها منِّي سوا
ك لبات منها منفضا