أتى ببراهين غدا كل جاحد
أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ
أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ
ببرهانه بين البرية مفحما
فألزمهُ بالحقّ والحقّ قوله
فأسْلَمَ من بعد الجحود وسلّما
فطوراً تراه للأمور مسدّداً
وطوراً تراه للعلوم معلما
فلله ما صنّفت كل مصنّف
سرى منجداً في العالمين ومتهما
ومن مشكلات بالعلوم عرفتها
فأعربت عما كان فيهن معجما
وأبكيت أقلام البراعة والنهى
فأرضيت حد السيف حتى تبسما
وما نلت عما شان بالمجد خالياً
وما زلت بالعلم اللّدنيّ مفعما
تفرَّدت في علم وفهم وحكمة
فها أنت والعلياء أصبحت توأما
وإن جئتنا في آخر الدهر رحمة
إذا عدَّت الأمجاد كنت المقدما
وحسبك ما في الناس مثلك سيد
أنال مقلاً أو تكرّم معدما
وكم نثرت نثراً بلاغتك التي
أردت بها دُرَّ المعالي منظما
وقد أخرستني من علاك فصاحة
ألبست تراني أخرس النطق أبكما