أثاب فأعداني إلى ظلمه الدهر

أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ

​أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ​ المؤلف كشاجم


أثابَ فأعداني إلى ظُلمِهِ الدَّهْرُ
وأعقبَ ما واصله من ذمّه الشّكْرُ
ويومُ نعيمٍ بالسُّرورِ قَصَرْتُهُ
يقصّرُ عنهُ قي لذاذتِهِ العمرُ
يلغتُ وأَبلْغْتُ المُنى فيهِ بالتي
مشعشعةٌ تُهدي إلى الروحِ راحةً
مشعشتةٌ تُهدي إلى الروحِ راحةً
ويعبقُ منها في زجاجتِها العِطرُ
كأنَّ عليها من حُبَابِ مزاجِهَا
لآلي نِظَامٍ قد تضمّنَها نَحْرُ
تَنَولها منِّي نَدَامى كأَنَّهُمْ
كواكبُ أَبراجٍ توسّطها بَدْرُ
ومسمعةٌ تحنُو على مترنّمٍ
له زَجَلٌ عالٍ وليسَ لهُ سِحْرُ
أُصولٌ لهُ يُفْضِينَ من كلِّ سامعٍ
إلى حيثُ لا يُفْضِي إلى مثلِهِ الخَمْرُ
إذا طوَّقَتْهُ بالأَناملِ وَالْتَقَى
على جسمِهِ من جِسْمِهَا الصَّدْرُ والنحرُ
بَكَى طرباً واستضْحَكَ اللهوُ نحوه
وفُضَّتْ عُرى الألبابِ واستُلِبَ الصَّبْرُ
فَبِتُّ صَريعَ السّكْر اَطْيَبَ بَيْتَةٍ
وما الحِلْمُ إِلاَّ أَنْ يُسَفِّهَكَ السّكْرُ