أثر الهوادج في عراص البيد
أثر الهوادج في عراص البيد
أثر الهوادج في عراص البيد
مِثْلُ الجِبَالِ عَلى الجِمَالِ القُودِ
يطلعبن من رمل الشقيق لواغباً
زَحفَ الجنُوبِ بعارِضٍ مَمدُودِ
كم بان في المتحملين عشية
من ذي لمىً خضر الرضاب برود
وقضيب اسحله لو انعطف الصبا
يَوْماً لَنَا بِقَوَامِهِ الأُمْلُودِ
مروا على رملي زرود فهل ترى
الصاقة لحشىً برمل ذرود
متلفتين من القباب كانما
انتقبوا باعين ربرب وخدود
غَرَسُوا الغُصُونَ عَلى النّقَا وَتَرَنّحوا
مِنْ كُلّ مَائِلَةِ الغَدائِرِ رُودِ
إنّ اللآلي بَينَ أصْدافِ اللَّمَى
غَلَبَتْ مَرَاشِفُهَا عَلى مَجْلُودِي
وَلَوَوْا بوَعْدِي يوْمَ خَفّ قَطِينُهمْ
وَمِنَ الصُّدُودِ اللّيُّ بالمَوْعُودِ
لَمْ تُرْضِني تِلْكَ اللّيَالي عَنهُمُ
بِنَوَالهِمْ، فأقُولَ يَوْماً: عُودِي
سِيّانِ قُرْبُهُمُ عَليّ، وَبُعدُهُمْ
لولا الجوى وعلاقة المعمود
رَبَعَتْ عَلى آثَارِكُمْ نَجدِيّةٌ
غَرّاءُ ذاتُ بَوَارِقٍ وَرُعُودِ
تسقي معالم منكم لولا النوى
لَمْ أرْمِهَا بِقِلًى، وَلا بِصُدُودِ
و لعجت فيها طارحاً عن ناظري
ثِقْلَ الدّمُوعِ، وَثانياً مِنْ جِيدِي
هل تبردون حرارة من حائم
حران عن ذاك الغدير مذود
فلقد تمعك في مواطئ عيسكم
يَوْمَ الوَداعِ، تَمَعُّكَ المَوْؤودِ
وَأمَا وَذَيّاكَ الغُزَيِّلُ إنّهُ
عرض الزلال وحال دون ورودي
أغْدُو إلى طَرْدِ الظّبَاءِ، وَأنْثَني
وانا الطريدة للظباء الغيد
حتامَ تَعْتَلِقُ البَطالَةُ مِقْوَدي
وَيَعُودُني لِهَوَى الظّعائِنِ عِيدِي
عشرون اردفها الزمان باربع
ارهفنني ومنعن من تجريدي
أعْلَقْتُ في سِرْبِ الخُطُوبِ حَبائلي
وَقَدَحتُ في ظُلْمِ الأمورِ زُنُودِي
وكرعت في حلو الزملان ومره
ما شئت واعتقب العواجم عودي
و فرعت رابية العلى متمهلاً
كَفّاهُ أخمِطَةَ العُلَى، وَالجُودِ
وَخَبَطْتُ في المُتَعَرّضِينَ بِقَوْلَةٍ
جداء من بدع الزمان شرود
فضَرَبْتُ أوْجُهَهُمْ بِغَيرِ مَناصِلٍ
وَهَزَمْتُ جَمعَهُمُ بِغَيرِ جُنُودِ
مَا ضَرّني، لمّا فَلَلْتُ غُرُوبَهُمْ
أنّي كَثُرْتُ لهُمْ وَقَلّ عَدِيدِي
و أبي الذي حسد الرجال قديمه
إنّ المَنَاقِبَ آيَةُ المَحْسُودِ
ذو السّنّ والشّرَفِ الذي جَمَعتْ بهِ
كفاه اخمطه العلى والجود
احدى اخامصه رقاب عداته
من سيد بلغ العلى ومسود
فالان اذ نبذ المشيب شبيبتي
نَبْذَ القَذَى، وَأقام مِنْ تَأوِيدِي
وَفَرَرْتُ مِنْ سنّ القَرُوحِ تَجارِباً
وَعَسَا عَلى قَعَسِ السّنينَ عَمُودِي
وَلَبِستُ في الصّغَرِ العُلَى مُسْتَبْدِلاً
اطواقها بتمائم المولود
و صفقت فيث ايدي الخلائف راهنا
لهم يدي بوثائق وعقود
وَحَلَلْتُ عِندَهُمُ مَحَلَّ المُجتَبَى
ونزلت منهم منزل المودود
فغر العدو يريد ذم فضائلي
هَيهَاتَ أُلْجِمَ فُوكَ بالجُلمُودِ
هَمساً، فكَمْ أسكَتُّ قَبلَك كاشحاً
بِمَنَاقِبي، وَعَليّ فَضْلُ مَزِيدِ
مالي اريغ النصف من متحامل
أوْ أطلُبُ الإجْمَالَ عِندَ حَسُودِ
أمْ كَيفَ يَرْأمُني، وَلَيسَ بمُنجِبي
اترى الرؤوم تكون غير ولود
فَلأنْهَضَنّ إلى المَعَالي نَهْضَةً
ملء الزمان تفي بطول قعودي
إجمَحْ أمَامَكَ إنْ هَمَمْتَ بفَعلَةٍ
وَتَغابَ عَنْ عذْلٍ وَعَنْ تَفِنيدِ
وَإذا التَفَتَّ إلى العَوَاقِبِ بَدّلَتْ
قَلْبَ الجَرِيّ بِمُهْجَةِ الرِّعْدِيدِ
قد قلت للابل الطلاح حدوتها
غلس الظلام بسائق غريد
من كل مضطرب الزمام كانه
في اللّيْلِ زُمَّ بِأرْقَمٍ مَطْرُودِ
فَتَلَ الطّوَى أجْوَافَهَا بِظُهُورِها
واحل اكل لحومها للبيد
إنْ لمْ تَرَيْ كَافي الكُفَاةِ، فلَم يزَل
مِنكُنّ مَسْقِطُ ظالِعٍ أوْ مُودِ
بِهُداهُ يَسْتَضْوِي الوَرَى وَبهَدْيِهِ
قرب الطريق لهم الى المعبود
اسد إذا جر القبائل خلفه
حل الطلى بلوائه المعقود
وَمُقَصِّرٍ في الطُّولِ غَيرِ مُقَصِّرٍ
في الضرب يقطع كل حبل وريد
وَمُزَعزَعٍ مثلِ الجَرِيرِ، إذا انْحَنَى
للطّعْنِ شُيّعَ بالطّوَالِ المِيدِ
مَا مَرّ يَسْحَبُ مِنهُ إلاّ رَدّهُ
ريان يقطر من دماء الصيد
وَالجَيشُ يَرْفَعُ عِمّةً مِنْ قَسطَلٍ
فَوْقَ القَنَا وَيَجُرّ ذَيلَ حَدِيدِ
سَلَفٌ لِكُلّ كَتيبَةٍ يَطَأُ العِدَى
فيها مفاجأة بغير وعيد
في غلمة حملوا القنا وتحملوا
اعباء يوم المأزق المشهود
قَوْمٌ، إذا رَكِبُوا الجِيَادَ تَجَلبَبُوا
بِقَسَاطِلٍ وَتَعَمّمُوا بِبُنُودِ
و اذا سروا كمنوا كمون اراقم
واذا لقوا برزوا بروز اسود
و اذا هتفت بهم ليوم كريهة
تدمى غوارب نحرها المورود
كثروا الحصى بجموعهم وتلاحقوا
بِكَ مِنْ قِيَامِ في السّرُوجِ قُعُودِ
كم من عدو قد ابات كانما
يَطْوِي الضّلُوعَ عَلى قَناً مَقْصُودِ
لِوَعِيدِ مُحتَضِرِ العِدَى بحُسَامِهِ
قبل احتمال ضغائن وحقود
و موللات كالرماح تلمظت
فيها المنون تلمظ المزؤود
سود المخاطم ينتظمن محاسنا
بِيضاً، يُضِئْنَ عَلى اللّيَالي السّودِ
كتفتح النوار فتقه الحيا
او كالصباح فرى الدجى بعمود
ما زال قدر من عقيرة سيفه
عَلَماً أمَامَ رِوَاقِهِ المَمْدُودِ
وَجِفَانِ جُودٍ كَالرّكَايَا تُستَقَى
أبَداً بِأيْدِي نُزَّلٍ وَوُفُودَ
كَمْ حَجّةٍ لكَ في النّوَافلِ نَوّهَتْ
بدعاء دين العدل والتوحيد
و مجادل ادمى جدالك قلبه
وَأعَضَّهُ بِجَوَانِبِ الصَّيْخُودِ
وَشَفَيتَ مُمتَرِضَ الهُدَى من مَعشرٍ
سَدّوا مِنَ الآرَاءِ غَيرَ سَدِيدِ
قَارَعْتَهُمْ بالقَوْلِ حَتّى أذْعَنُوا
وَأطَلْتَ نَوْمَ الصّارِمِ المَغْمُودِ
جمر بمسهكة الرياح نسفته
كان الضلال يمده بوقود
في كُلّ مُعضِلَةٍ أضَبَّ رِتَاجُهَا
يُلْقي إلَيكَ الدِّينُ بالإقْلِيدِ
فَاللَّهُ يَشْكُرُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ
وَقَفَاتِ مُبْدٍ في النّضَالِ مُعِيدِ
رَأيٌ يُغَبّ، إذا الرّجالُ تَلَهْوَجُوا
الآرَاءَ، أوْ عَجِلُوا عَنِ التّسْدِيدِ
لو كان يمكنني التقلب لم يكن
إلاّ إلَيْكَ تَهَائمي وَنُجُودِي
و طويت ما بعدت مسافة بيننا
ان البعيد اليك غير بعيد
وَأنَختُ عِيسِي في جَنابِكَ طَارِحاً
بفناء دارك انسعى وقتودي
و تركت اسوقها نكوس عقيرة
متبدلات صوارم بقيود
بيني وبينك حرمتان تلاقتا
نثري الذي بك يقتدي وقصيدي
ووصايل الادب الذي تصل الفتى
لا باتصال قبائل وجدود
قد كنت اعقل عن سواك عقائلي
وَأصُونُ دُرّ قَلائِدي وَعُقُودِي
و احوك افواف القريض فلا ارى
ان ادنس باللئام برودي
وَلَقَدْ ذَمَمتُ النّاسَ قَبلَكَ كُلّهم
فالان طرق لي الى المحمود
إنْ أُهْدِ أشْعَارِي إلَيْكَ، فَإنّهُ
كَالسّرْدِ أعْرِضُهُ عَلى داوُدِ
لَكِنّني أعطَيتُ صَفوَ خَوَاطِرِي
وَسَقَيْتُ ما صَبّتْ عَليّ رُعُودِي
وَسَمَحْتُ بالمَوْجُودِ عِندَ بَلاغَتي
إنّي كَذاكَ أجُودُ بِالمَوْجُودِ