أجبت وقد نادى الغرام فأسمعا

أجبتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا

​أجبتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا​ المؤلف ابن خفاجة


أجبتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
عشيةَ غنّاني الحمامُ فرجعا
فقُلتُ، ولي دَمعٌ تَرَقرَقَ، فانهَمَى
يَسيلُ، وصَبرٌ قد وَهَى، فتَضَعضَعَا:
ألا هل إلى أرضِ الجزيرةِ أوبةٌ
فأسكُنَ أنْفاساً وأهدأ مَضْجَعَا
و أغدو بواديها وقد نضحَ الندى
مَعاطِفَ هاتيكَ الرّبَى، ثمّ أقشَعَا
أغزلُ فيه للغزالةِ سنّةً
تَحُطّ الصَّبا عَنها، من الغيمِ، بُرقُعَا
و قد فضّ عقدَ القطرِ في كلّ تلعةٍ
نَسيمٌ تَمَشّى بينَها، فتَضَوّعَا
وباتَ سَقيطُ الطّلّ يَضرِبُ سَرحَةً
ترفّ بواديها وينضحُ أجراعا
و أينَ فنا دارٍ إليّ حبيبةٍ
وحَسبُكَ مُصطافاً، هناك، وَمربَعَا
لقد تركتني بينَ جفنٍ جفا الكرى
و جنبٍ تقلّى لا يلائمُ كضجعا
أُقَلّبُ طرفي في السماءِ لعلّني
أشيمُ سنا برقٍ هناك تطلعا