أجر المدامع كيف شيتا

أجرِ المدامعَ كيف شيتا

​أجرِ المدامعَ كيف شيتا​ المؤلف الشريف المرتضى


أجرِ المدامعَ كيف شيتا
فلقد دُهيتُ بما دُهيتا
وإذا رُميتَ فإنّما
لم تُرْمَ وحدَكَ إذْ رُمِيتا
وقذى العيونِ يجولُ في
كلِّ النَّواظِر إنْ قُذيِتا
ومتى عَرِيتُ من التَجَلْـ
ـلُدِ عندَ حادثةٍ عَرِيتا
منْ ذا المعينُ على مُصا
بٍ فادحٍ هجمَ البيوتا؟
ما كانَ شملي بعدَهُ
إلاّ الصّديعَ بهِ الشّتيتا
تأبى أضالِعيَ المقيـ
ـلَ وجَفْنُ عينيَّ المَبيتا
يا مجدَ دينِ الله والـ
قَرْمَ الَّذي فاتَ النُّعوتا
خلِّ التفجّعَ جانباً
وتسلَّ عنهُ بما حُبيتا
ودعِ الشجا عَمْداً لِما
أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ
نعماؤهُ حتّى رضيتا
وسقاكَ مِن إفضالِهِ
وجماله حتى رَويتا
ونهاكَ عن جزعٍ فلا
تجزعْ فدعْهُ كما نُهِيتا
وإذا نُكبتَ فلا تشـ
ـكَ فطالما دهرًا وُقيتا
ومتى شكوتَ فإنَّما
تعطى الذي يهوى الشّموتا
وإذا قُريتَ أسًى فقِدْ
ماً بالمسرةِ "قُريتا"
واصبرْ فإنْ شقْتْ عليـ
ـكَ فإنْ صبرتَ فما رُزيتا
وانظر مَنِ المفريكَ والـ
فاري أديمِكَ إذْ فُريتا
وأُتيتَ لكنْ "قلْ" لنا
مِن أيِّ ناحيةٍ أُتيتا؟
وعلى فراقِ حبائبٍ
وأقاربٍ منّا غُذِيتا
لولا اليقينُ بأَنّك ال
فَخْمُ الدَّسِيعةِ ما احْتُبِيتا
لله مفتقدٌ إذا
نُشرتْ محاسنُهُ عُنيتا
هو أوّلٌ وتلَوْتَهُ
في الباذخاتِ كما تُليتا
وإذا علوتَ به على
قمم الأنامِ فما عُليتا
وإذا تشابهت الرّجا
ل عُلاً ومأثُرَةً وَصيتا
لم يُدعَ تفضيلاً له
من بينهمْ حتى دُعيتا
كَلْمٌ وأنتَ إساؤهُ
لما مضَى عنَّا بَقيتا
وكأنّهُ سَقيا لهُ
ما ماتَ لمّا أنْ حَيِيتا
"لم يعدُني" بلْ خصّني
خَطْبٌ به فينا عُريتا
وإذا عُرفتُ بِشركتي
لكُمُ فنُطقًا أو سُكوتا
وإذا علمتُ بما أرد
تَ له البيانَ فقد كُفيتا
وهو الزّمانُ فميتٌ
ما كانَ يخشى أَنْ يموتا
ومزوَّدٌ طولَ البقا
ءِ وما يُرجِّي أنْ يَبيتا
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ
تَ وإن يئِسْتَ فَقد رُجيتا
يا راحلاً لو كانَ يُف
دَى من ردًى أحدٌ فُدِيتا
خَلَّي الدّيارَ لأهلِها
وثَوَي البَسابِسَ والمُروتا
أعزِزْ عليَّ بأنْ أرا
كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا
تَزْوى الوجوهُ عنِ الّذي
أمسيتَ فيهِ وما قُليتا
وتُرَدُّ عن واديك أعْـ
ـناقُ المطّي وما اجتُويتا
لم تُنعَ إلاّ بهجتي
ومسَرَّتي لمّا نُعيتا
قد كنت تشفي إنْ دُويتَ
وقد دَويتَ فما شُفيتا
وإذا تبقَّتْ مأثُرا
تُك في الزَّمانِ فما فَنِيتا
لا غُيِّرتْ منك المحا
سِنُ في الترابِ ولا بُليتا
ولئنْ مُحيتَ عن العيو
نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا
وإذا سَقى اللهُ القبو
رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ
تَ مدَى الزَّمان ولا جُفيتا