أحس كأن الدهر عمري وأنني
أحس كأن الدهر عمري وأنني
أحس كأن الدهر عمري وأنني
أخو مغرق الأرضين بالفيضان
أقلب طرفي في السماء كطرفه
وأرصد ما راعاه قبل زماني
كلانا على بعد المسافة بيننا
تلاقي على ألحاظه القمران
وأقرأ في صحف السموات أسطراً
بهن دناً خفاقة اللمعان
تخذت فضا اللَه مثوى لخاطري
لشرد في الدنيا بغير عنان
يمر به مر البروق وينثني
وقد جهدته حدة الطيران
أعالج سرا لا يماط حجابه
ومأرب قلبي ذلكم وجناني
وسعت لغات الريح والبحر خبرةً
وكل شهابٍ لامعٍ الخفقان
ولكنه ما خير علمي وكلها
ضمومٌ على السر المغيب حاني
سئمت شرود الفكر في غامض الفضا
وهيض جناحاه من النبضان
وعادت إلي النفس مهدودة القوى
تئن من الإسفاف والشولان
تحن إلى ظلٍّ من الرخو وأرف
وطول جمامٍ رافه وليان
ومن لي بأن لا ترفع العين لحظها
ولا تجتلي في الناس أي هوان
غرضت بملك واسع لا يحده
سوى أفق دان ليس بدان
أروني قيداً يعرق الجسم مسه
ويضوى كأضلاعٍ علي حوان