أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة

أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة

​أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


أخا ثقتي كما ثارت النفس ثورة
تكلفني ما لا أطيق من المض
وهل أنا إلّا رب صدر إذا غلا
شعرت بمثل السهم من شدة النبض
لبست رداء الدهر عشرين حجةً
وثنتين يا شوقي إذا خلع ذا البرد
عزوفاً عن الدنيا ومن لم يجد بها
مراداً لآمال تعلل بالزهد
تراغمني الأحداث حتى كأنني
وجدت على كره من الحدثان
فلا هي تصمي القلب مني إذا رمت
ولا ترعوي يوماً عن الشنآن
أبيت كأن القلب كهفٌ مهدمٌ
برأس منيف فيه للريح ملعب
أو أني في بحر الحوادث صخرةٌ
تناطها الأمواج وهي تقلب
أدور بعينٍ حير العيش لحظها
وأرجعها محمرةً كالشقائق
كأن فؤادي بين شجوٍ وترحةٍ
أديمٌ تفريه أكف الخوالق
أكن غليلي في فؤادي ولا أرى
سبيلاً إلى إطفاء حر جوى الصدر
أعالج نفساً أكبر الظن أنها
ستذهب أنفاساً على الدهر
إذا اغتمضت عيناني فالقلب ساهرٌ
يظل طويل الليل يرعى ويرصد
وما أنا تنام العين لكن أخالها
تدير بقلبي نظرةً حين أرقد
وهل نافعي أن الرياض حليةٌ
منورة النوار هادلة الطير
وما فرحي ان الرياح رواقدٌ
إذا كنت سهران الفؤاد مدى الدهر
نسيمٌ يرد النفس حيناً لناشق
وأي أوام بعده وأوار
تطول ظلال النبت والشمس طفلةٌ
فإن هي جدت صرن جد قصار
سأقضي حياتي ثائر النفس هائجاً
ومن أين لي عن ذاك معدى ومذهب
على قدر إحساس الرجال شقاؤهم
وللسعد جوٌّ بالبلادة مشرب
خليلي مهلاً بارك باللَه فيكما
فما في سكون الليل ملاة واجد
إذا ثار ما بين الحجا بين والحشا
فكل سكون يستثير رواقدي
وإن سكنت نفسي فليس بضائري
رياحٌ تجر الذيل حولي وتعصف
فليس يضير الحوت في البحر أنه
يهيج وأن الموج يطغى ويعنف