أخلق الدهر لمتي وأجدا

أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا

​أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا​ المؤلف مهيار الديلمي


أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا
شعراتٍ أرينني الأمرَ جدا
لم يزلْ بي واشي الليالي إلى سم
ع معير الشباب حتى استردا
صبغةٌ كانت الحياةَ فما أف
رقُ أودي دهري بها أو أردى
يا بياض المشيب بعني بأيا
مك ليلا نضوته مسودا
يا لها سرحةً تصاوحُ تنو
ماً وعهدي بها تفاوحُ رندا
لم أقل قبلها لسوداءَ عطفاً
و اقترابا ولا لبيضاءَ بعدا
عدتِ الأربعون سنَّ تمامي
و هي حلت عرايَ عقدا فعقدا
بانَ نقصي بأن كملتُ وأحسس
ت بضعفي لما بلغتُ الأشدا
رجعتْ عنيَ العيون كما تر
جعُ عن حاجب الغزالة رمدا
ليت بيتا بالخيفِ أمس استضفنا
ه قرانا ولو غراما ووجدا
و سقاةً على القليب احتسابا
عوضونا اللمى شفاءً وبردا
راح صحبي بفوزة الحجَّ يحدو
ن وعنسي باسم البخيلةِ تحدى
و لحاظي مقيداتٌ بسلعٍ
فكأني أضللتُ فيه المجدا
ربَّ ليلٍ بين المحصب و الخي
ف لبسناه للخلاعةِ بردا
و خيامٍ بسفح أحدٍ على الأق
مار تبنى فحيَّ يا رب أحدا
لا عدا الروحُ في تهامةَ أنفا
ساً إذا استروحتْ تمنيتُ نجدا
و أعان الرقادُ حيرةَ طرفٍ
لم يجدْ في الطلاب يقظانَ رشدا
نمتُ أرجو هندا فكلَّ مثالٍ
خيلتْ لي الأحلامُ إلاّ هندا
عجبا لي ولابتغائي مودا
تِ ليالٍ طباعها ليَ أعدا
نطقتْ في نفوسها وتعفف
تُ فما ودُّ من يرى بك صدا
أجلبتْ عريكةُ دهري
فرمى بي وقام أملس جلدا
كل يومٍ أقولُ ذما لعيشي
فإذا فاتني غداً قلتُ حمدا
زفراتٌ على الزمان إذا استب
ردتُ منها تنفسا زدن وقدا
يا لحظي الأعمى أما يتلقى
قائدا يبتغي الثوابَ فيهدي.
يا زمانَ النفاقِ ما لك زاد اللهُ
بيني وبين أهلك بعدا
من عذيري من صحبة الناس ما أخ
فرها ذمةً وأخبثَ عهدا
كم أخٍ حائم معي واصل لي
فإذا خلفتْ به الحالُ صدا
و صديقٍ سبطٍ وايامه وس
طى فلما انتهتْ تقلصَ جعدا
ليته غيرَ منصفٍ ليَ إسعا
دا على الدهر منصفٌ ليَ ودا
و إذا لم تجدْ من الصبر بدا
فتعزلْ وجدْ من الناس بدا
يدفع اللهُ لي ويحمي عن الصا
حبِ فردا كما وفى ليَ فردا
أجنتْ أوجهُ الرجالِ فما أن
كرتُ من بشر وجههِ العذبِ وردا
كيفما خالفتْ عطاشُ أماني
نا إليه كان النميرَ العدا
ملكَ الجودُ أمره فحديث ال
مال عن راحتيه أعطى وأجدى
زذ لجاجا إذا سألتَ وإلحا
حا عليه يزدك صبرا ورفدا
لا ترى والمياهُ تعطي وتكدي
حافراً قطّ في ثراه أكدي
كلما عرضتْ له رغبةُ الدن
يا تواني عنها عفافا وزهدا
كثر الناسُ مالها واقتناها
سيرا تشرف الحديثَ وحمدا
لحقته بغاية المجد نفسٌ
لم تحدد فضلا فتبلغ حدا
عدت الفقر في المكارم ملكا
و فناءَ الأيام في العزّ خلدا
و أبٌ حطَّ في السماء ولو شا
ء تخطى مكانها وتعدى
من بهاليلَ أنبتوا ريشة الأر
ضِ وربوا عظامها والجلدا
أرضعتها أيديهمُ درة الخص
ب فروت تلاعها والوهدا
بين جمًّ منهمُو سابورَ أقيا
لٌ يعدون مولد الدهر عدا
لهمُ حاضرُ الممالك إن فا
خر قومٌ منها بقفرٍ ومبدى
أخذوا عذرةَ الزمان وسدوا
فرجَ الغيلِ يقنصون الأسدا
سيرُ العدلِ في مآثرهم تر
وى وحسنُ التدبير عنهم يؤدي
و إذا اغبرت السنونَ وأبدى
شعثُ الأرض وجهها المربدا
طردوا الأزلَ بالثراء وقاموا
أثر المحلِ يخلفون الأندا
توجوا مضغةً وساد كهولَ ال
ناس أبناؤهم شبابا ومردا
عدد الدهرُ سيداً من
هم وعدَّ الحسينُ جدا فجدا
حبسَ الناسَ أن يجاورك في السؤ
ددِ تعريجهم وسيرك قصدا
و وقى الملكَ زلةَ الرأي أن صر
تَ بتدبير أمرهِ مستبدا
لك يومٌ عنه مراسٌ مع الحر
بِ يردُّ السوابقَ الشعرَ جردا
تركبُ الدهرَ فيه ظهرا إلى النص
ر وتستصحبُ اللياليَ جندا
و جدالٌ يوما ترى منك فيه
فقرُ الوافدين خصما ألدا
كلّ عوصاءَ يسبق الكلمُ الهدَّ
ارُ في شوطها الجوادَ النهدا
أنا ذاك الحرُّ الذي صيرته
لك أخلاقك السواحرُ عبدا
معلقٌ من هواك كفى بحبلٍ
لم يزده البعادُ إلا عقدا
ملكَ الشوقُ أمرَ قلبي عليه
مذ غدا البينُ بيننا ممتدا
أشتكي البعدَ وهو ظلمٌ ولولا
لذةُ القربِ ما ألمتُ البعدا
ليت من يحملُ الضعيفَ على الأخ
طارِ ألقىَ رحلي اليك وأدى
فتروت عيني ولو ساعةً من
ك فإني من بعدها لا أصدى
و على النأي فالقوافي تحيا
تك منيّ تسري مراجا ومغدي
كلّ عذراء تفضح الشمسَ في الصب
ح وتوري في فحمة الليل زندا
لم تدنس باللمس جسما ولم تص
بغْ لها غضةُ اللواحظِ خدا
أرجأتُ الأعطاف مهدى جناها
لك يهدى إلى الربيع الوردا
فتلقَّ السلامَ والشوقَ منها
ذاك يشكي وذا يطيبُ فيهدى
و احبُ جيدَ النيروز منها بطوقي
ن وفصل لليلة العيدِ عقدا
و تسلم من الحوادث ما ك
رّ على عقبه الزمانُ وردا
ما أبالي إذا وجدتك منْ تف
قدُ عيني لا أبصرتْ لك فقدا