أخ لي عاد من بعد اجتنابه

أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ

​أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ​ المؤلف كشاجم


أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
ففرَّقَ بينَ قلبي واكتِئَابِهْ
حَبَانِي بالعتابِ وكانَ ظنِّي
بهِ أنْ لا سَبِيلَ إلى عِتَابِهْ
وخَاطَبَنِي فَخِلْتُ بأنَّ زَهرَ الـ
ـرُبى الموشِيَّ يُجْنى مِنْ خِطَابِهْ
بلفظٍ لو بَدَا لحليفِ شَيْبٍ
لفارَقَهُ وعادَ إلى شَبَابِهْ
فَقَرَّبَ بينَ أَجفاني وغَمْضِي
وباعَدَ بين دَمعِي وانسِكابِهْ
وردَّ البرءَ في جسمٍ نوى مِنْ
سُقَامِ الصدِّ حينَ ثَوَى لِمَا بِهِ
أَتانِي أَرْيُ مَنْطِقِهِ فَعَضَّ
على ما ذُقتُهُ من طَعمِ صَابِهْ
وكانَ أَلذَّ عندي مِنْ رُضَابِ الـ
ـحَبِيبِ إذا قَدرتُ على رِضَابِهْ
إذا انتسبَ الثّقَاتُ إلى وفاءٍ
فحسبُكَ بانتسابي وانتسابِهْ
على أنِّي وإِن جِزْتُ الثريَّا
فليسَ أقاسَ بَعْدُ إلى تُرَابِهْ
ولَوْ أَقْسَمْتُ أنَّ المجدَ شيءٌ
لهُ دونَ البريَّةِ لَمْ أُحَابِهْ
حبيبٌ كنتُ إنْ وَارَيتُ شَخصِي
رأتْ عيناكَ شخصي في ثِيابِهْ
حِمَامي في تَنَائِيهِ ولكنْ
حياتي حينَ يقربُ باقترابِهْ
إذا ما اقتادَني ألفلا قِيَادي
قيادَ الماءِ أسْرَعَ في انصِبَابِهْ
فلمَّا أحَدَثَ الدَّهْرُ ارتياباً
غَدَا متعلِّقاً بعُرَى ارتيابِهْ
يعاقِبُنِي على غيرِ اجترامٍ
فاصبرُ حين يُبلِغُ في عِقَابِهْ
رجاءَ إيابهِ لي بالذي لمْ
أزلْ صبّاً إليهِ مْن إيابِهْ
وَمَالي لاَ أَخافُ ذَهَابَ وُدٍّ
وَجَدْتُ ذهابَ نفسي في ذَهَابِهْ
أمِنْ معنًى تبسَّمَ عَنْ صوابٍ
فأحببتُ الزيادَةَ في صوابِهْ
يغادِرُني التجنِّي كلَّ يومٍ
صريعاً بينَ مخلبِهِ ونابِهْ
كأنِّي قد رَضيتُ عن الليالي
واسعَدْتُ الزمانَ على انقلابِهْ
وما أنا وارتكابَ الأَمرِ حتَّى
أرَى ما خَلْفَهُ قَبْلَ ارتِكَابِهْ
أَبا الفضلِ افتَتَحْتَ القَضْلَ لّما
أَرَحْتَ مُعَذَّباً لَكَ مِن عَذابِهْ
فَقَدْ أَسْكَنْتَ قلباَ كادَ مّما
حَشَدْتَ عليهِ يخرجُ مِن حِجَابِهْ
وَأَطْفَا بَرْدُ وَصِلْكَ حَرَّ هَجْرٍ
تلهَّبَتِ الجوانِحُ بالتهابِهْ
وكنتَ إذا مَدَدْتَ لِجَمِّ أَمْرٍ
بَدَا لَمْ تَأْتِهِ مِنْ غيرِ بَابِهْ
بنفسي شيمةٌ لَكَ لَوْ أُتيحَتْ
لِذي طمإِ لكانَتْ من سِهابِهْ
وَلِي قلَمٌ إذا كاتَمْتُ مَا بِي
تبيَّنَ في انتخابِي وانتخابِهْ