أذم إليك كلما ليس يؤسى
أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
وداءً ليس يعرفه الطبيبُ
ودهراً لا يُصيخُ إلى نصيحٍ
وعَيشًا لا يَلَذُّ ولا يطيبُ
وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي
ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ
له منِّي البشاشةُ في التَّلاقي
ولي منه البَسارةُ والقُطوبُ
يَعيبُ تَجَنيّاَ والعيبُ فيه
وقد نادت فأسمعتِ العيوبُ
ألا هرباً من الإخوانِ جمعاً
فمالكَ منهُمُ إِلاّ النُّدُوبُ
ولولاهمْ لما قَذيتْ جفوني
ولا سِيقتْ إِلى قلبي الكُروبُ
ولا طويتْ على أوْدٍ قناتي
وغَلَّس في مفارِقيَ المشيبُ
ولا خَرقتْ منَ الأيّام جِلدي
أظافرُ لا تقلَّمُ أو نيوبُ
ولا عرفتْ مساكنيَ الرّزايا
ولا اجتازتْ على رَبْعي الخُطوبُ
ولمّا أنْ أبى حُكمي وألْوَى
وشَبَّتْ بَيْنَنا منه الحروبُ
وأخرسني عن الشّكوى ومنه
لسانٌ لا يفارقه كذوبُ
غفرتُ ذنوبه حتّى كأنّي
عَلِقتُ به وليس له ذنوبُ