أذن اليوم جيرتي بحفوف

أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ

​أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ​ المؤلف الأعشى


أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
صرموا حبلَ آلفٍ مألوفِ
واستقلتْ على الجمالِ حدوجٌ،
كلّها فوقَ بازلٍ موقوفِ
مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
نظرَ الأدامِ منْ ظباءِ الخريفِ
خاشعاتٍ يظهرنَ أكسيةَ الخـ
زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
وحثثنَ الجمالَ يسكهنَ بالبا
غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
ـنّ، فقلي بهنّ كالمشغوفِ
بلعوبٍ معَ الضّجيعِ، إذا ما
سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَةَ أهْلي،
تِ لا جَهْمَةٍ وَلا عُلْفُوفِ
ولقدْ ساءها البياضُ، فلطّتْ
بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ
سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
ودعِ الذّكرَ منْ عشائي، فما يدْ
رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَةَ أمْلا
كاً كراماً بالشّامِ ذاتِ الرّفيفِ
وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
رةِ، يمشونَ، غدوةً، كالسّيوفِ
وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
قاعداً حولهُ النّدامى، فما ينـ
ـفكّ يؤتى بموكرٍ مجدوفِ
وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
بُ، ترقتْ في مزهرٍ مندوفِ
بينما المرءُ كالرُّدينيّ ذي الجبّـ
ـِة سواهُ مصلحُ التَّثقيفِ
أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
ردّهُ دهرهُ المضلَّـلُ حتّى
عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
ءَ مروحٍ، بعدَ الكلالِ، رجوفِ
قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، فتأتي على المكانِ المخوفِ
ولقدْ أحزمُ اللّبابةَ أهلي،
وأعدّيهمُ لأمرٍ قذيفِ
بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
مستقلٍّ بارِّدفِ ما يجعلُ الجـ
رّةَ بعدَ الإدلاجِ غيرَ الصّريفِ
ثمّ يضحي منْ فورهِ ذا هبابٍ
يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
أوْ قرنا ذراعهُ بوظيفِ
لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ