أرأيت صوغ الدر في العقيان

أرأيت صوغ الدر في العقيان

​أرأيت صوغ الدر في العقيان​ المؤلف جبران خليل جبران


أرأيت صوغ الدر في العقيان
هذا حباب البن في الفنجان
فلك تمثل شمسه ونجومه
افلاكنا في السير والدوران
ليلى أجيلي الطرف فيه تنظري
سر الكيان وى ية الزمان
تجدي سماوات وسعن عوالما
تفانة الإبدال والإتقان
منثورة الأفراد منظومة
جمعا بما لا تدرك العينان
سيارة بين الجهات حواشرا
مرتادة في البحث كل مكان
كل يصير إلى حبيب مرتجى
حتى يدانيه فيلتصقان
فيذوب كل منهما في صنوه
وكذاك يحيا بالهوى الصنوان
جسمان يغتديان جسما واحدا
كتوحد الحببين يقترنان
روحان تمتزجان حتى تصبحا
شبه الصبا والطيب يمتزجان
تلك الحياة عتيدها ومصيرها
حتى يكون الحب آخر فاني
إذ تنثر الشهب المنيرة مثلما
تنهل أدمع عاشق ولهان
وتذوب في لهب الشموس هوانئا
وبهاالشموس تذوب وهي هواني
ويكون يؤمئذ شفاء غليلها
ومتاعها وفناؤها في آ
قالت اذاك مصيرنا فأجبتها
ألسعد آخر شقوة الإنسان
وهو الحياة نعيشها في لحظة
مجموعة الأفراح والحزان
عودي إلى الفنجان أين شموسه
والطائفات بها من الكوان
عاشت على شوق فلما أدركت
أوطارها من ملتقى وقران
زالت وما أبقى الهوى منها سوى
عطر يضوع هنيهة ودخان