أراق دم الليل سيف الصباح

أراق دم الليل سيف الصباح

​أراق دم الليل سيف الصباح​ المؤلف ابن النبيه


أراق دم الليل سيف الصباح
فهل شفق الصبح بعد الجراح
ونثرت السحب در الندى
فنظمه الغصن مثل الوشاح
فكأن إكليل هام الربا
قد رصع الغيم برد البطاح
وروض شذى زهر ضائع
تنم به هفوات الرياح
وورقاء غنت على عودها
وقد صفقت أختها بالجناح
فصاح إذا أعربت لحنها
ألا فاعجبن لخرس فصاح
فقلبي بذكر اللوى خافق
مشوق لسكان تلك النواح
فتاة خلا قلبها من هوى
وقلبي بها قلق كالوشاح
إذا سجع الحلي في صدرها
ترى الورق من حسد في مزاح
فبت أناجي غراب الدجى
وقد كان خضبنا بالجناح
فلاحت لنا كف عبد الرحيم
بيضاء مبسوطة بالسماح
أفاضت على الأرض نول النوال
فدام وعم جميع النواح
تنوب صدور رسالاتها
إذا وردت عن صدور الرماح
جرت للعفاة نعم والعداة
برزق مباح وحتف متاح
بها العز مقترن والعزيز
وكان السماح بها والصلاح
إذا ما نظرت إلى طوله
تقاصر عنه لسان امتداح
ولا بد إن طال ليل الدجى
تقرب موعد صبح النجاح
فهنيت عيدا ترينا به
جميع العدى مثل بعض الأضاح وله يمدحه أيضا