أراك ستحدث للقلب وجدا

أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا

​أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا​ المؤلف الشريف الرضي



أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا
 
اذا ما الظعائن ودعن نجدا
بواكر يطلعن نقب الغوير
 
شَأوْنَ النّوَاظِرَ نَأباً وَبُعْدَا
تُتبّعُهُمْ نَظَرَاتِ الصّقُورِ
 
ن هفهفة الطير جدا
عَلى قَنَوَينِ، ألا مَنْ رَأى
 
ظَعائنَ بالطّعنِ وَالضّرْبِ نَجْدَا
نُخَالِسُهَا مِنْ خِلالِ القَنَا
 
سَلاماً، وَنَعْلَمُ أنْ لا تَرُدّا
كَأنّ هَوَادِجَهَا وَالقِبَابَ
 
يثنين منهن بانا ورندا
فما شئت تنسم بالقلب نشراً
 
وَما شِئتَ تَقطِفُ بالعَينِ وَرْدَا
كان قواني انماطها
 
قطوع رياض من الطل تندى
يَصُدّونَ عَنّا بلَمعِ الخُدُودِ
 
وَيَمْنَعُنَا وَجدُنَا أنْ نَصُدّا
كَأنّا بِنَجْدٍ غَداة َ الوَداعِ
 
نُصَادِي عُيُوناً من الدّمعِ رُمْدَا
وايسر ما نال منا الغليل ان
 
لا نحس من الماء بردا
اثاروا زفيراً يلف الضلوع
 
لف الرياح انابيب ملدا
فكلُّ حرارة انفاسه
 
تَدُلّ عَلى أنّ في القَلْبِ وَقْدَا
واني للشوق من بعدهم
 
أُرَاعي الجَنُوبَ رَوَاحاً وَمَغْدَى
وَأفْرَحُ مِنْ نَحْوِ أوْطَانِهِمْ
 
بغيث يجلجل برقاً ورعدا
إذا طَلَعَ الرّكْبُ يَمّمْتُهُ
 
احيي الوجوه كهولاً ومردا
وَأسألُهُمْ عَنْ جنُوبِ الحِمَى
 
وَعن أرْضِ نجدٍ وَمَن حَلّ نَجدَا
نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، فَلْيُخْبِرَنّ
 
مَنْ كانَ أقرَبَ بالرّمْلِ عَهْدَا
هل الدار بالجزع مأهولة
 
انار الربيع عليها واسدى
وَهَلْ حَلَبَ الغَيْثُ أخْلافَهُ
 
أأحصَيتُمُ رَمْلَ يَبرِينَ عَدّا
وَهَلْ أهْلُهُ عَنْ تَنائي الدّيَارِ
 
يُرَاعُونَ عَهْداً وَيَرْعَوْنَ وُدّا؟
لئن اقرض الله ذاك النعيم
 
فيهِمْ، لقَد كانَ فَرْضاً مُؤدّى
اعار الزمان ولكنه
 
تعقب اعطاؤه فاستردا
انا ابن العرانين من هاشم
 
ارق القبائل راحا واندى
اكنهم للمراميل ظلاً
 
وَأثْقَبِهِمْ للمَطَارِيقِ زَنْدَا
سراع الى نزوات الخطوب
 
يهزون سمراً ويمرون جردا
كان الصريخ يهاهي بهم
 
أُسُوداً تَهُبّ مِنَ الغِيلِ رُبْدَا
اذا اغرقوا بيضهم في الطلى
 
وَسامُوا القَنا من دمِ الطعنِ وِرْدَا
عَلى القُبّ تَشغَلُهُنّ السّياطُ
 
امام الرعيل عنيفاً وشدا
رَمَيْنَ السِّخَالَ، وَقَينَ النّفُوسَ
 
حتّى بَلَغنَ لغُوباً وَجُهْدَا
فما اومؤا بصدور الرماح
 
يَوْماً إلى القِرْنِ إلاّ تَرَدّى
سيوف تطيل قراعاً وقرعا
 
وَخَيْلٌ تَعِيدُ طِرَاداً وَطَرْدَا
 
قتلاً بيوم طعان وصفدا
وكم صاف من دارهم سيد
 
وقاظ يعالج في الجيد قدا
كان الفتى منهم في النزال
 
يرى اكبر الغنم ان قيل اودى
ولا يحمد العيش في يومه
 
اذا لم يلاق من السيف هدا
يبيت على ظبتي همة
 
يُجَاثي خُصُوماً من النّوْمِ لُدّا
إذا غَلّ أيْدِي الرّجَالِ النّعَاسُ
 
شد على العضب باعاً اشدا
واصبح تزفيه ريح العجاج
 
غضبان اعجل ان يستعدا
وسيان من جر عزماته
 
وَحيداً إلى الرّوْعِ أوْ جَرّ جُندَا
يرى مهرباً فيلاقي الردى
 
لِقَاءَ امرِىء ٍ لا يَرَى مِنْهُ بُدّا
مُضِيءُ المُحَيّا كَأنّ الجَمَالَ
 
اذا هبَّ منه جبينا وخدا
ترى وجهه في حضور الندى
 
كالعَضْبِ رَقرَقتَ فيهِ الفِرِنْدَا
يُنِيرُ وَيُلْحِمُ في خِفْيَة ٍ
 
إلى أنْ يَحُوكَ مِنْ الرّأيِ بُرْدَا
بَني عَمّنَا أيْنَ قَحْطانُكُمْ
 
إذا عَبّ بَحْرُ نِزَارٍ وَمَدّا
مضغناكم اذا عددنا قريشا
 
وَنَلهَمُكُمْ إذْ بَلَغْنَا مَعَدّا
هُمُ ألدَغُوكُمْ حُمَاة َ الرّمَاحِ
 
وَلَدّوكُمُ بظُبَى البِيضِ لَدّا
حَمَوْكُمْ مَنابتَ عُشبِ البِلادِ
 
تَحَلَّوا مِنَ النَّورِ سَبطاً وَجَعدَا
وَسَامُوا بِنَجْدٍ مَطَايَاكُمُ
 
لما نشطت منه بالغور ردا
لَنَا مَنْ تَعُجّ الوَرَى بِاسْمِهِ
 
إلى اللَّهِ نَدْعُوهُ في المَجْدِ جَدّا
وَبَيْتٌ تَهَاوَى إلَيْهِ المَطِيُّ
 
تَهُزّ الدّلاءَ ذَمِيلاً وَوَخْدَا
بنَا أنْقَذَ اللَّهُ هَذا العُرَيْبَ
 
حتى استقام الى الدين قصدا
وَذَلَّ غَوَاشِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
 
سعى في الذلالة سعيا مجدا
واخفت زمجرة المشركين
 
يفري الجماجم قطا وقدا
فاكثر بما طل تلك الدماء
 
واعظم بما جر بدرا واحدا
وان لنابض تلك العروق
 
إذا عُدْنَ يَنبِضْنَ كَيّاً مُعدّا
فلا تشمخن يابن ام الضلال
 
بجدي وجدت من النار بردا
أجَارَ عَلى عَجَلٍ أخْمَصَيْكَ
 
زلق الغي اذ كدت تردا
واعتق عنقك من سيفه
 
فَأصْبَحَ رَأسُكَ حُرّاً وَعَبْدَا
يزيد على مشتهى الجود جودا
 
وَيَبني عَلى غايَة ِ المَجدِ مَجْدَا
نلين عطائفنا للقريب
 
ونولي المجانب قربا اجدا
وَلَيسَ لَنَا شَبخُ الرّاحَتَينِ
 
إذا جَادَ أعطَى قَليلاً وَأكْدَى
لقد زجر المجد حتى اصاب
 
بِنا مَطلَعَ النّجمِ لا بَلْ تَعَدّى
سبقنا الى المجد من كان قبلا
 
فكيف نقاس بمن جاء بعدا