أرضى بصورته وصد فأغضبا
أرْضَى بصورتهِ وصَدَّ فأغْضَبَا
أرْضَى بصورتهِ وصَدَّ فأغْضَبَا
فغدا المحبُّ منعَّماً ومعذَّبا
يا وجهَ من أهوى لقد أعْتَبتني
لو أن نائلَهُ الممنَّع أعتبا
ظبيٌ كأنَّ اللَّه كمل حسنَهُ
ليغيظ سِرْباً أوْ يُكايِدَ رَبْرَبَا
خَنِث الدلال إذا تَبهنَس أوثَقَتْ
حركاتُه وإذ تكلَّم أطربا
ذو صورةٍ تحلو وتَحْسُن منظراً
ومَراشفٍ تصفو وتعذب مشربا
فإذا بدا للزَّاهدين ذوي التُّقَى
وَجَدَتْ هناك قلوبُهُمْ مُتَقلَّبا
مُتَوَشِّحٌ بِمعَاذتين يخيفُهُ
ما لا يُخاف وقد سبى مَنْ قد سبى
مُتَسَلِّحٌ للعين لا مُتزَيِّن
إلا بما طبع الإله وركَّبا
قاس الملابِسَ والحُليَّ بوجهه
فرأى محاسن وجهه فتسلَّبا
أغناهُ ذاك الحسنُ عن تلك الحُلي
وكفاه ذاك الطِّيبُ أن يتطيَّبا
فغدا سليباً غير أن ملابساً
يَحْمينَه الأبصارَ أن يُتنَهبَا
ويقينَهُ بردَ الهواءِ وحرَّهُ
إن أصْرَدَ العَصْرَان أو إن ألهبا
يُكْسَى الثياب صيانَةً وحجابةً
وهو الحقيق بأن يصان ويحجبا
كالدرَّة الزهراء ألبِسَ لونُها
صَدفاً يُغَارُ عليه كي لا يَشْحَبَا
ومن العجائب أن يُرَى متعوِّذاً
من عين عاشقِهِ أَلاَ فَتَعَجَّبَا
أيخافُ عَيْنَيْ من قُتلْتُ بحبِّهِ
قَلَبَ الحديث كما اشتهى أن يُقْلَبَا
لاقيت من صُدْغٍ عليه مُعَقْرَب
أفْعى تبرِّحُ بالفؤاد وعقربا
يكسوهُ صورة مخلبٍ فكأنما
يُنْحى على كبدي وقلبي مخلبا
إني لأرجو بالخليقةِ شِبْهَهُ
مما أحل لنا الإله وطَيَّبَا
أو ما ترى فيما أباح محمدٌ
عما حماهُ من الخبائث مَرْغبا
لا سيما وقد اكتهلتُ وقد تَرى
ورع الإمام وبأْسَهُ المتهيَّبا
أضحتْ أمورُ الناسِ عند مصيرها
في كف من حامى وجاد وأدَّبَا
ديناً تكهَّل فاسْتقام صِرَاطُه
ومَعَاشَ دنيا للأنام تسبَّبا
اللَّه أكبرُ والنبيُّ محمدٌ
وابنُ الخليفةِ غالبٌ لن يُغلَبا
رُزق الإمامُ بِعَقْب هُلْك عدوِّهِ
ولداً أطاب به الإمام وأنجبا
صدقتْ بشارَتُهُ وأفلح فألُه
هَلَكَ العِدا ونجا الإمام وأَعقبا
أحيا لنا أملاً وأردى مَارقاً
قد كان لفَّفَ للفساد وألَّبا
لا زال من والى الإمام وَوُدَّهُ
يحيا ومن عاداه يلقى معطبا
للَّه من ولدٍ أتى وربيعُنا
مُسْتَحكمٌ وجَنَابُنَا قد أخصبا
ضحك الزمان إليه ضحْكَةَ قائلٍ
يا مرحباً بابن الخليفة مرحبا
فغدا ومولدُهُ بشيرٌ كلّهُ
بالنصر لم يكُ مثلُهُ لِيُكذَّبا
ذكرٌ أغرّ كأنَّ غرة وجهِهِ
رَأْيُ الإمام إذا أضاء الغيهبا
ضَمِنَ النجابَةَ عنهُ يومَ وِلادهِ
قمرٌ وشمسٌ أَدَّياهُ وكوكبا
وافى الإمامُ وقد أجدَّ رحيلُهُ
عَضُداً يُعين على الخطوب ومنكبا
حقاً لقد نطقَ البشيرُ بيمنهِ
ولربما نطق البشير فأعربا
فألٌ لعمرك لم أَعِفْهُ ولم أَعِفْ
منه البريح ولا النَّطيحَ الأعضبا
ورأيتُهُ القُمْرِيَّ غرّد في ذُراً
خضراء يانِعَةِ الجنَى لا الأخطبا
ما قُوبلَتْ رِجَلُ الملوك بمثلهِ
إلا ليملك مشرقاً أو مغربا
فَلْيُمْضِ عزمَتَهُ الإمامُ فإنه
قد هزَّ منها مَشْرَفِيَّاً مِقْضَبَا
فاليمنُ مقرونٌ به عونٌ له
ظِلٌّ عليه إذا الهَجير تَلهَّبا
والليثُ في الهيجاء لابُس جُنَّةٍ
من نفسه تكفيه أن يتأهَّبا
واللَّهُ واقيهِ الردى ومُسَهِّلٌ
ما قد رجا ومذَلِّلٌ ما استصعبا
هي فرصةٌ سنحت ونعمى أقبلت
وغنيمة أَزِفَتْ وصيد أَكثبا
وافى هزبرٌ بالحديقة مِسْحَلاً
وأظلَّ صقر بالبسيطة أرنبا
وجَدَ السنانُ من الطريدة مَطْعَناً
ورأى الحسامُ من الضريبة مَضْرِبَا
لا يهلِكنَّ على الخليفة هالكٌ
قد أرْغَبَ الناسَ الإمامُ وأرهَبا
هو عَارِضٌ زَجلٌ فمن شاء الحيا
أرضى ومن شاء الصواعق أغضبا
ملك إذا اعتسف الملوك طريقَهم
في ملكهم ركب الطريق السَّبْسَبَا
أعلاهُ طَوْلٌ أن يُرى متكبِّراً
وحماه عزٌّ أن يُرَى مُتَسَحِّبَا
نَمْتَاحُ منه حَاتميَّاً ماجداً
ونُثير منه هاشمياً قُلَّبَا
يهتزُّ حينَ يُهزُّ لَدْناً ناعماً
وإذا قَرَعتَ قرعت صلدا صُلَّبَا
ما زال قدماً عُرْفُهُ متوقَّعاً
لعَفاته ونكيرُهُ مترقّبا
والعفُو منه سجيةٌ لكنه
يعفو إذا ما العفو كان الأَصْوبا
فإذا جَنَى جانٍ تَغَاضَتْ عَيْنُهُ
عن ذنبه فكأنه ما أذنبا
وإذا تتابع في الخيانة أهلُها
جَدع الأنُوف ما الجباه فأَوْعبا
فأنا النذير به لغامِطِ نعمة
وأنا البشير بِهِ لحرٍّ أجدبا
يا ناظمي مِدَحَ الإمام وطالبي
نفحاتِ نائِلِه ذهبتم مذهبا
وافَى مَصابٌ من سَحَابِ رِيّه
ورأى سحابٌ في مَصَابٍ مَسْكَبا
أمَّا عِداه فما أصابوا مَهْرَبا
ومؤمِّلوه فقد أصابوا مطلبا
خطب السؤال إلى العُفاة ولم يكن
لولا مكارمُه السؤال ليُخطبَا
ورمى نحورَ الخائنين بسهمهِ
وتِراسُهم قَدَرُ البقاءِ فما نبا
ومتى أراد اللهُ قصَّرَ مدةً
وإذا قضى فأراد أمراً عَقَّبا
وأقولُ قولَ مسدَّدٍ في زجرهِ
يقضي القضية لم يكن ليؤنَّبا
سيطول عمرُ إمامنا في غبطة
حتى يواكبَ من بنيه موكباً
مقلوبُ كنيتهِ يُخَبِّر أنه
سيُرى لسابِع سبعة غُرٍّ أبَا
حتى تراه في بنيه قد احتبى
فَيُخال يذبُلَ في الهضاب قد احتبى
ولقد أتاه مُبَشِّران بخمسةٍ
ردَّ الإلهُ على الإمام الغُيَّبا
ليرى الإمام تكهني وتَطَيُّبي
فلقد تكهن عبدُهُ وتطيَّبا
إني وجدت له فُئُولاً جمَّةً
منه ولم أزجُر كغيري ثعلبا
حقُّ الخليفةِ أن أُطيلَ مديحَهُ
لكنني أوجزتُ لما أطنبا
طالت يداهُ على لساني فانتهتْ
تلك البلاغةُ فانتهَيْتُ وأَسْهَبا