أسال مسلسل السحب العوالي
أَسال مسلسل السَحب العَوالي
أَسال مسلسل السَحب العَوالي
فَرَوى شَعب مكة وَالعَوالي
أَم الآفاق قَد مَلَئَت عُيونا
فَأَغرَقَ نَبعُها شَم الجِبال
أَم العَباس في قَوم عطاش
قَد اِستَسقوا بِذل وَاِبتِهال
عَهَدت الغَيثَ يُنعِش كُل روح
وَيَحي النَفس بِالماء الزَلال
طَغا ماءَ الجُفون وَما دنت بي
سَفين الشَوق من جودى الوِصال
وَقَد أَصبَحت في بَحر عَميق
مِنَ الظُلَماء مَجهود المَلال
ضَللت بِلَيل اِسقامى طَريقى
اِلَيكُم ساداتي فَاِنعوا ضَلالي
قَضيت بِكُم لَيالي مُقمِرات
فَلَم قَد أَظلَمت هذي اللَيالي
وَكانَ الدَهرُ مُلتَفتا اِلَينا
وَها هُوَ مُغمِض الاِجفان قالى
فَلَوا أَسفى عَلى اِنسان عيني
غَدا في سِجن سَقم وَاِعتِقال
حَجبت بِسِجنِهِ عَن كُل خل
وَصِرت مُخاطِبا صور الخَيال
أَاِنسان العُيون فَدتك روحي
يَهون لِعود نورِكَ كل غالي
أَتَرضى البُعد عَن عَيني أَليف
أَضر بِعَزمِهِ ضيق المَجال
أَذَبتَ حَشاشَتي فَزعا وَرَوعا
شَغلت باسوا البلبال بالى
بِمَن جَعَل العُيونَ أَجل مَأوى
لِحِفظِكَ أَيُّها الباهي الجَمال
حَياتي بَعد بعدك لا أَراها
سِوى سَكرات نَزعات ثِقال
وَكَيفَ أَعد لي روحا ترجى
وَشَمس الروح مالَت لِلزَّوال
غَدَوت بِفُرقَة الفُرقانِ صَبا
أَسايل في التِلاوَةِ كل تال
وَلَولا أَن حفظ النصف مِنه
شَفى قَلبي لَذُبت مِن اِشتِعالي
لَعُمري لِلحَديثِ حَياة روحي
وَراحَة مُهجَتي وَنَفيس مالي
وَكَم في الفِقه مِن دُرَر تحلت
بِها فِكري وَمن درر غَوالي
أَمس الكتب من شغفي عَلَيها
وَاِبلى حَسرَة من سوء حالي
وَأَندُب مُهجَتي حَيا لِأَنّي
حُرِمت بَدائِع السِحر الحَلال
تمس المُصحَف الاِسمي يَميني
وَقَد وَضَعتُ عَلى قَلبي شَمالي
وَأَنشِدُهُ لآيك طال شَوقي
وَمالي غَيرُها عَز وَمالي
كَلامَكَ في الحَياةِ وَبَعد مَوتي
وَفي يَوم التَغابُن وَالجِدال
غِذائي راحَتي نوري أَنيس
دَليلي بِهجتي أَملي كَمالي
فُراقُكَ صدني عَن كُل قَصد
وَقَد مَرَّ المَذاق لِكل حالي
فَكَيفَ أَرومُ بَعدَ اليَومَ ربحا
وَأَيّامي ذَهَبنَ بِرَأس مالي
وَلكِنّي أَرى في الصَبرِ طبي
وَمُكحلة الجَلا حُسن اِمتِثالي
فَيا اِنسان عَين غابَ عَنها
وَبدلني بِه طول المَلال
عَسى أَلقاكَ مُبتَهِجا مُعافى
وَأَصبِح مُنشَدا أَملى صَفا لي
لِتَهنَأ مُقلَتي بسنا حَبيب
بَديع الحُسن مَحمود الوِصال
وَاِنظُم أَحرفي كَالدر عَقدا
بِهِ جيد الصَحائِفِ عاد حالي
فَربي قادِرٍ برّ رَحيم
يُجيب بِفَضلِهِ السامي سُؤالي