أسفا على القمر الذي سكن الثرى
أسفاً على القمرِ الذي سكنَ الثَّرَى
أسفاً على القمرِ الذي سكنَ الثَّرَى
وعلى غصونِ البانِ أَن تتكسَّرا
أسفاً على الوجهِ الجميلِ فإنهُ
عِوَضَ الحرائرِ بالتراب تستَّرا
أسفاً على البدنِ الرطيبِ فإنهُ
أمسى طعامَ الدودِ يا نِعمَ القرى
وعلى العيونِ الجارحاتِ فإنها
غمضت وأَعطَت مقلتي إن تسهرا
يا أَيها الوجهُ الذي لعبَ البلَى
فيهِ وغيَّرَ منهُ ذاكَ المنظرا
أسفاً على أسفٍ وليسَ بنافعي
أسفٌ بهِ قلبي عليكَ تحسَّرا
يا أَيها الوجهُ المكلَّلُ بالبها
من ذا يسلي الأمَّ بعدَكَ يا ترى
من ذا يبرّدُ نارَ احشاءِي ومَن
يعطي فؤَادي قوَّةً وتصبُّرا
يا أَيها لوجهُ البديعُ جَمالُهُ
من بعدِ فقدِكَ لا تَسَل عمَّا جرى
إن غبتَ عن عيني فإنكَ حاضرٌ
في طيّ قلبي لا تزالُ مصوَّرا
قد ذبتُ من شوقي اليكَ ولوعتي
فمتى تعودُ لنا لكي نستنظرا
هيهاتِ إنكَ لا تعودُ وإنما
تمشي أمامُ وكلُّنا نمشي ورا