أسفرت الأيام عن مرأى حسن

أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن

​أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
وسعدُها الطالعُ باليمن اقتَرن
وأصبحَ الزمانُ وهو لابسٌ
نشوةَ زهوٍ ربَّحت عطفَ الزمن
وروضةُ الأفراحِ في الكرخ زهت
فكلُّ مغنىً من مغانيها أغن
وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً
يبدي فنونَ سجعِه على فَنن
يا سعدُ ما أبهجها مَسرَّةً
بها أقامَ السعدُ والنحسُ ظَعن
خصَّت زعيمَ آل بيتِ المصطفى
وعمَّت العالمَ من إنسٍ وجن
سرَّهم سرورُه كأنّما
لديهم بشراهُ من أعلى المِنن
لأنّه ـ دامَ علاهُ ـ في الوَرى
مُحبَّبٌ إذ كلُّ ما فيهِ حسَن
محمدٌ ليسَ سواهُ صالحٌ
على كنوزِ المكرماتِ يُؤتمن
لا تعدلنَّ عنه في قافيةٍ
وإن بها عَدلتَ عنه فَلِمَن
تاللهِ لولاهُ لما بضاعةٌ
من القوافي نَفقَت بذا الزمن
يسني لها أثمانها مُستحيياً
ولو يميحُ نفسه معَ الثمن
هذا الذي تضمَّنت أبراده
منه فتىً أطهرَ من ماءِ المُزن
هذا الذي تقوَّم المجدُ به
فشخصه والمجد روحٌ وبدن
أين بنو العَلياءِ من محلِّه
يا بُعدَ ما بين الوهادِ والقُنن
مولىً غدا أمراه أحلى لذّة
حتى إلى عينِ العِدى من الوَسن
قد لُقِّبت راحته أمِّ الندى
لآنَّ منها كان ميلادُ المنن
ترتضعُ الآمالُ من أخلافِها
دَرَّ الندى الغزيرَ لا درَّ اللبن
فليُهنه اليومَ خِتان نجله
فانّه أيمن مولودٍ خُتن
قد وَلَدته كاملاً أمُّ العُلى
وفي زيادةٍ ونقصٍ لم يشَن
ثمَّ فلم يختنه إلاّ سنَّةً
أدامهُ الله لإحياءِ السنن
وليهنَ فيه عمُّه من لم تكن
بشأوهِ تَعلِق أمجاد الزمن
ندبٌ يعدُّ الفخرَ ثوب مدحه
إن عدَّه سواه ثوباً من عَدن
وليبتهج فيه الرضا شقيقهُ
مَن لا يشوبُ منَّه يوماً بمّن
ومَن كساه الفضلُ أبهى حلّةٍ
رحيضة الأردان من كلّ درَن
وليزُه فيه مصطفى المجد الذي
بغير أبكار المعالي ما افتتن
مباركُ الطلعة ما صبَّحهُ
ذو محنةٍ إلاّ جلا عنها المحن
وليسعد الهادي به من لم تحط
في وصف معناه دقيقاتُ الفِطن
مصدَّقُ الظنون حيثُ لا ترى
لآملٍ يصدِّقُ المأمولُ ظن
يا أيكةً للفضل منها كم شدت
وِرقُ القوافى بالثنا على غُصن
لا برحت بيوتُ عليائكمُ
وهي لكم وللمسرّات وطَن
واليومَ لابتهاجِكم أبهجت الـ
ـدنيا وزال الكربُ عنها والحَزَن
وعاد وجهُ الكرخ حين أرّخوا
ختانَ أزهاها محمدٍ حسن