أسمعتما أن الجبال تضام
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
و عَلِمْتُما مَنْ غالَتِ الأَيَّامُ
فَجْعٌ تَطِيرُ له على أحشائِنا
شُعَلٌو تَسقُطُ في القلوبِ سِهامُ
وَ رَزِيَّةٌ أَخَذَ الرَّدَى ما يبتَغي
منّاو نالَ بها الذي يَستامُ
شَهِدَتْ بتحليلِ الدموعِ وخَبَّرَتْ
أنَّ العزَاءَ على اللَّبيبِ حَرامُ
كنَّا نَعُدُّ الحِصنَ دارَ إقامةٍ
فاليومَ وقفتُنا به إلمامُ
يَبكي الغَمامُ المستسيرُ بأرضِها
و نقولُ جادَ بذي الغَميمِ غَمامُ
إنْ يفترِقْ أحبابُنا أيدي سَبا
عنهافقد يَتفرَّقُ الأَقْوامُ
عَطَنٌ أَخَلَّ به الوفودُو أوحَشَتْ
منه الرِّحابُ الفِيحُ والآطامُ
أقوىو فيه من العديدِ تَدافُعٌ
و خَلاو فيه من الأنيسِ زِحَامُ
و التُّربُ ظَمآنُ الجَوانحِ ما سَرى
رَكْبُ السَّحابِ عليهو هي جَهَامُ
أينَ الفَتى الأزدِيُّ بل أينَ النَّدى الرْ
رِبْعيُّأينَ البُؤسُ والإنعامُ
أين الأُلى شَرِبَ الحِمامُ نُفوسَهم
وَ هُمُ حياةٌ غَضَّةٌ وحِمامُ
أينَ السَّمِيُّ مِنَ المَكارِمِ هذِهِ
تَنْهَلُّ داجنةًو تلك تُغامُ
و السُّمرُ تُنظَمُ في عوامِلِها العِدَا
و البِيضُ تُنثَرُ عن ظُباها الهامُ
نَزَلُوا على حكمِ الزَّمانِ وأمرِه
و هُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكَّامُ
يمضي بمُرِّ الفَجْعُ عامٌ فيهِمُ
و يَجيءُ بالرُّزْءِ المبرِّحِ عامُ
نِعَمٌ كأنَّ الدَّهْرَ أقسَمَ جاهداً
ألاّ تَدومَفبرَّتِ الأقسامُ
كانت مَوارِدَ للعُفاةِفأصبَحَتْ
مَحمِيَّةَ الجَنَباتِ لَيسَ تُرامُ
و لقد شَجاني أن يُقَوَّضَ مَجْلِسٌ
فيه الحِجَا والعِلْمُ والأَحلامُ
طُوِيَتْ حَدائِقُهُو هنَّ نَواضِرٌ
و خبَتْ بَوارِقُهو هنَّ ضِرامُ
أَدَبٌغَدَتْ أيدي الحِمامِ تَضيمُه
ما كان إلا بالحِمامِ يُضامُ
و شهابُ رَجْمٍ غَيَّبَتْهُ صَفائِحٌ
طُوِيَتْ على إشراقِهو رِجامُ
للّهِ أيُّ مُوَدَّعٍ حَفَّتْ بهِ
عُصَبٌ على جَمْرِ الوَداعِ قِيامُ
صاروا به مَرضَى القلوبِكأنَّما
قُدْسٌ على أيديهِمُو شَمامُ
عَبِقُ البُرودِ يَزينُ مَشهَدَهُ التُّقَى
و تَحيدُ عن خَلَواتِه الآثامُ
أضحَى ضجيعَ مُسنَّدِينَكأنَّما
صَرَعَتْهُمُ نُخُبُ الكُؤوسِ فنامُوا
كُرَماءَ لا يرجُوهُمُ في قُربِهِم
راجٍو لا يَعتامُهُم مُعتامُ
حُجِبُوا عَنِ الأحبابِإلاّ زَورَةً
تجري بزورِ لِقائِها الأَحلامُ
نَطَأُ الصَّفيحَ عليهمُو وراءَه
مثلُ الصَّفائحِ مُنجِبونَ كِرامُ
رَقَدُوا عنِ الصَّلواتِ فيهو طالما
قاموا إلى الصلوات وهي تُقامُ
أَمحمدُ بنُ عليٍّ احتفلَ الحَيا
و دمُوعُنافَهُما عليكَ سِجامُ
هَضَبَاتُ حِلْمٍ سِحْنَ وهيَ شَواهِقٌ
و مياهُ علمٍ غُصنَو هي جُمامُ
تبكي العلومُ عليه في أوطانِها
و رياضُ تلك الصُّحْفِ والأقلامُ
و أرى ذوي الآدابِ بعدَكَ أُمَّةً
ضَلَّتْو ليسَ لها سِواكَ إمامُ
ما بالُ أرضِكَ أُحْرِمَتْفرَواؤُها
بعدَ ابتِسامِ رُوائِها الإحْرامُ
قالُواخَبَتْ نارٌ على أعلامِها
قُلْناأجَل وتَهاوَتِ الأَعلامُ
قد كانَتِ الأَفْهامُ صافيةً بها
فالآنَإذ صَدِئَتْ بها الأَفهامُ
و كأنَّما ارتحلَ الغِنَى عن أَهلِها
لمّا ثَوَيْتَو خَيَّمَ الإعدامُ
قد كنتَ أحسنَ نِعْمَةٍ فُزْنا بها
لو كانَ للنِّعَمِ الحِسانِ دَوامُ
لازِلْتَ عُرْضَةَ عارضٍ مُتَهَلِّلٍ
تَخْضَرُّ منه ضَحاضِحٌ وإِكامُ
تَغْدو الرِّياحُ عليكَو هي لَطائِمٌ
و يَروحُ صَوبُ المُزْنِو هو مُدامُ
و لَئِنْ غَدَتْ أرضٌ حَوَتْكَ كريمةً
فلقد أُتيحَ لها بكَ الإكرامُ
فعليكَ تَضعيفُ السَّلامِ تَحِيَّةً
ما اعتمَّ بالوَرَقِ النَّضيرِ سِلامُ