أصبح القلب بالنحيلة صبا

أصبح القلب بالنحيلة صبا

​أصبح القلب بالنحيلة صبا​ المؤلف بشار بن برد


أصبح القلب بالنحيلة صبا
بعد ما قد صحا وراجع لبا
زَادَهُ مَدْخَلُ الْوَلِيدِ عَلَيْهِ
وَخَيَالٌ سَرَى بِعَبْدَةَ عُجْبَا
ومقال الفتاة إذ هتك الستـ
ـرُ لَهَا عَنْ مَقَالِ مَا كَانَ عَبَّا:
أيُّهَا الْمُسْتَجِيرُ مِنْ حُبِّ عَبَّا
دة إذ راعه خيال فهبا
ليس من حبها مجير سواها
بعد ما سار في الفؤاد ودبا
يا خَليلَيَّ اخْرِجَانِي مِنَ الْحُبِّ
بِّ سويا ولا تلوما محبا
فاتركا لومه ولوما خليلاً
يَتَجَنَّى ذَنْباً وَلَمْ يَدْرِ ذَنْباً
كل يوم تعتبَ الود منهُ
ليت شعري: أيحسبُ الود عتبا
تِلْكَ عَبَّادَةُ التِي لم تَنَلْهُ
غير ما أصبحت لعينيه نصبا
شَرِبَتْ سَلْوَةً عُبَيْدَةُ عَنِّي
وَكَأنِّي شَرِبْتُ بِالْحُبِّ طَبَّا
فتقضى الرجاء منها لقد صدَّ
طبيبي عني وقضيت نحبا
أنّا إِنْ لَمْ أمُتْ بِذَاكَ فَإنِّي
مَيِّتٌ مِنْ مَخَافَتِي ذَاكَ رُعْبَا
ليتها تاق قلبها فاستوينا
أوْ رُزِقْنَا كَقَلْبِ عَبْدَةَ قَلْبَا
فصبرنا عنها كما صبرت
عنا ولم نتخذ عبيدةَ ربَّا
فاكشفي ما بنا وعودي علينا
قد لقينا إليك في الحبِّ حسبا