أصول الضاد طيبة الأروم
أصول الضاد طيبة الأروم
أصول الضاد طيبة الأروم
تفرغ كل تريع مروم
ترى في روضها ما تشتهيه
مناك من البواسق والنجوم
وتلقى من طريف الوشي فيها
أفانين الأزاهر والوشوم
فدع ما يدعيه كل خصم
خفي الكيد أو فدم غشوم
وسل عما جنى منها لجيل
فجيل كل مطلع عليم
وآتوها مفاخر أثلوها
تزيد مفاخر الإرث الكريم
تبوأ هيكل بالحق فيهم
يجشمه الثقال من الهموم
إذا لم تبتدع فكرا جميلا
تصوره بأسلوب وسيم
فما يغني على التكرار قول
وإن هو غير ترديد عقيم
وهل في الرسم أو في القش تجدي
إعادات النقوش أو الرسوم
أما توحي الصروح علت وراعت
كإيحاء الأثافي والرسوم
أما في الرق معنى غير ومض
بلا أثر يلعلع في الغيوم
أما في النور أو في النار إلا
ذبال أو ضرام في هشيم
أتى هذا الزمان بألف لون
جديد في الفنون وفي العلوم
كنوز للأديب بها ثراء
فليس بقائم عذر العديم
فإن ينعوا على الفصحى قصورا
فقد يقع الملام من المليم
أمنها العجز أم منا وماذا
على المخدوم من عجز الخديم
لها واد هو الدنيا جميعا
ونقصرها على وادي الصريم
تتبع هيكلا فيما نحاه
بخطته من النحو القويم
وأعدد واجتهد وأخلق ونسق
بتقدير من الذوق السليم
فما الإنشاء إنشاء إذا ما
به انطبق الرسيم على الرسيم
ترسل هيكل ماء مصفى
حبته بسرها بنت الكروم
أحب اليك من كأس الحميا
على شوق ومن أنس النديم
ترى فيه ذكاء عبقريا
ودقة فطنة وصفاء خيم
وتسمع للسلاسة فيه جرسا
كغنة صوته السلس الرخيم
بيان ما تشاء تصيب فيه
سرور مساهم وأسى قسيم
تزور به ديارا لم تزرها
ملما بالمقام وبالمقيم
وتستدني الجنان منورات
تفوح بهن أعراف النعيم
يلطفها وبالتلطيف تزكو
فتفضل كل طيب في الشميم
وتفتقد الأسى من كل قلب
بحيث قرارة الجرح الاليم
فحسك حسه لكن برءا
كلومك وهي من تلك الكوم
وتنظر في السرائر والطوايا
ممحصة الحميد من الذميم
فلا يخفى عليك أدق شيء
يجول بخاطر العاني الكظيم
وترعى ما النفوس به تناجي
باخفت من مناجاة النسيم
وقد تلقى مناك مصورات
ولم يخطرن في ظن الحميم
هو الوصف العجيب وليس تلقى
له وجها سوى الوجه القسيم
تفنن هيكل فيه فأبدى
لطيف الحس في أجلى الرسوم
يطيل ففي الإطالة منه سر
يديل الشوق من سأم السئوم
فإن يوجز ففي الإيجاز رجع
شهي ما تردد في الحلوم
فأما البحث ينضو الرأي فيه
وينهض منه بالعبء الجسيم
ويتسوفي به ما قدمته
نهى البلغاء من عرب وروم
ويبذل جاهدا فيه قواه
لإصلاح خصيص أو عميم
بفكر في منازعه جريء
وقلب في مراجعه كريم
فمضمار مضى فيه حسين
مضاء المقدم الدرب العزوم
وجارى السابقين به فجلى
وبز المعلمين من القروم
كتاب محمد فيه فاتنان
أفاض من الحديث على القديم
وحلى باليتيم سموط در
تسلسل سيرة الفرد اليتيم
إذا ما الوحي عاد به جديدا
ولم يك بالهجين ولا السقيم
فذلك أن أنوارا تجلت
به من مهبط الله الحكيم
لآيات الحجى والقلب فيه
روائع تستبي لب الحليم
هو الشعر الطليق من القوافي
ومفخرة النثير على النظيم