أطلق دموعك ان القلب معذور

أطلق دموعك ان القلب معذور

​أطلق دموعك ان القلب معذور​ المؤلف ابن نباتة المصري


أطلق دموعك ان القلب معذور
وانه بيد الأحزان مأسور
وخلّ عينيك يهمي من مدامعها
درٌّ على كاتب الانشاء منثور
يسوءني ويسوء الناس أجمع يا
بيت البلاغة ان البيت مكسور
في كل يوم برغمي عن منازلكم
ينآى ويذهب محمود ومشكور
خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعترضت
أيدي الردى فزمان الانس ديجور
آهاً لمنظر شمس لا يدوم له
بالسعي في فلك العلياء تيسير
كانت تفتح نورَ اللفظ فكرته
حتى استجنَّ فلا نورٌ ولا نور
مطهر الذات مطوياً على كرمٍ
ينسي عهودَ الغوادي وهو مذكور
لهفي عليه لودٍ لا يغيره لهفي عليه لجودٍ لا تكدّرهقضيةٌ ولبعض الجود تكدير
رفعُ المحلّ وللسادات تغييرسقط بيت ص
لهفي عليه لأخلاق مهذبةٍ
سعي الثناءُ بها والأجر مبرور
لهفي عليه لأقلامٍ ثوت ولها
يمنٌ على صفحاتِ الملك مشهور
تواضعٌ لاسمهِ منه ازدياد علىً
وفي التكبر للأسماء تصغير
وهمةٌ بين خدام العلى نشأت
فاللفظ والعرض ريحان وكافور
لاعيبَ فيه سوى فكر عوائده
للحمدِ رقٌّ وللألفاظ تحرير
حتى إذا لاح مرفوعاً مدائده
وراح ذيل علاهُ وهو مجرور
تخيرته أكفّ الموت عارفة
بنقده وتنقته المقادير
ما أعجب الدهر في حالي تقلبه
رصلٌ وصدٌّ وتعريفٌ وتنكير
كأنما نحن والأوقات في حلمٍ
مخيل وكأنّ الموتَ تعبير
بين الفتى راتعٌ في الأمن اذ برزت
من المنون له غلبٌ مغاوير
والمرء في الاصل فخارٌ ولا عجب
إن راح وهو بكف الدهر مكسور
جادت ضريحك شمس الدين سحب ندى
يمسي صداك لديها وهو مسرور
ان يمس شخصك مطوياً بملحده
فإن ذكرك بالأحسان منشور
أو يغد بيتك يشكو للزمان وغى
فإنه ببقاء السيف منصور