أظبي الردى أنصلتي وهاك رويدي

أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي

​أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
ذهب الزمان بعَّدتي وعديدي
نشبت سهام النائبات بمقتلي
فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي
ماذا الذي يا دهرُ توعدني به
أو بعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد
طرقتني الدنيا بأي ملمةٍ
ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي
ما خلت رحب الصبر ـ حتى فاجأت ـ
عنّى يضيقُ وفيه رحب البيد
الآن أصبح للنوائب جانبي
غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد
طلعت علىَّ الحادثات ثنيَّة
لا يُهتدى لرتاجها المسدود
وإلىَّ قد طلعت ذرىً من شاهقٍ
لا ترتقي هضباته بصعود
فنزعن من كفيَّ قائمَ أبيضٍ
أعددته للقا الخطوب السود
قد ملتُ نحو الصبر حين فقدته
فإذا المصابُ بصبرىَ المفقود
أفهل أذودُ الحادثات بكفيَّ الجذاء أم بحسامىَ المغمود؟
ـجذاء أم بحساميَ المغمود؟
عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلى
ورقدتُ والأيامُ غير رقود
وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه
والدهرُ يرمقني بعين حسود
لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها
وهواجرُ الأيام ذات وقود
ما زلتُ وهو علىَّ أحنى من أبي
بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد
حتى رماني في صبيحة نعيه
أرسى بداهيةٍ عليَّ كؤود
ففقدتهُ فقدَ النواظر ضوءها
وعجبتُ عجّة مثقلٍ مجهود
ما لي وللأيام قوض صرفُها
عنّي عمادَ رواقي الممدود
عثرتْ فجاوزت الإقالة عثرةٌ
وطئت بها أنفى وأنفَ الجود
ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها
فطوتهما والصبرَ في ملحود
حملت بكاهلها الأجبّ لفقده
ثقلَ المصاب وركنها المهدود
وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها
رجفت صبيحةَ يومها المشهود
أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى
أم شيبة الحمد انطوى بصعيد
فكأنما أضلاعُ هاشم لم يكن
أبداً لها عهدٌ بقلب جليد
ما زال يوعدها الزمان بنكبةٍ
صمّاءَ تأخذ من قوى الجلود
حتى أطلَّ بوثبةٍ فتبيَّنت
ذاك الوعيدَ بيومها الموعود
لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ
إلا وأردفها بثكل عميدِ
يبكى عليه الدينُ بالعين التي
بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد
إن يختلط رزءاهما فكلاهما
قصما قرَا الإيمان والتوحيد
وأرى القريض وإن ملكتُ زمامه
وجريتُ في أمدٍ إليه بعيد
لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته
في مدح جدّك طاهراً في الجيد
أمنت حشاشتُك الروائعَ لا تخف
جورَ الزمان علىَّ بالتنكيد