أظنك من جدوى الأحبة قانطا

أظنك من جدوى الأحبة قانطا

​أظنك من جدوى الأحبة قانطا​ المؤلف الشريف المرتضى


أظنك من جدوى الأحبة قانطا
وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا
فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ
أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابةً
وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً
بواكفةٍ حتى يرى منه هابطا
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً
ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا
ومن شغف وليت يوم مخجر
غَشوماً وأَعطيتَ الحكومةَ قاسطا
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ
ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي
فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً
ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما
ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا
وإني من القوم الذين إذا انتموا
أسالوا من السادات بحراً غطامطا
يحلّون من أرض المعالي يفاعها
ويابون أهضاماً بها ومهابطا
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم
بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها
إذا كان رب البدن بالنار عالطا
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة
وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى
وكم أنقذوا من رِبقَةِ الكفر وارطا
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ
يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا
يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه
أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا
ألا هل أراها ثائرات كأنما
تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ
ويطوين طىَّ الأتحمىِّ البسائطا
بكل غلام من نزار مخففٍ
كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالةٍ
وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا
تراه إذا خيف التتبع سابقاً
وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به
جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبةٌ
نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ
ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا
كأنَّ على عودى سراة حصانه
أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسةَ ضاغطا
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ
أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى
وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي
وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا
ألموا بأطراف العلا واحتويتها
فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلةً
وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا
مآثر يثقلن الحسود فخامة
ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا