أعاصير

​أعاصير​ المؤلف بدر شاكر السياب


أصبح الكون وهو نور ونار
أيها الظالمون أين الفرار
الأعاصير تملأ الشرق والغرب
وقد جاش حولهن الشرار
كلما حاقت المنايا باعصر
نزا فوق نعشه اعصار
فالتهاب خبا فكان التهاب
وانفجار مضى فجاء انفجار
فاعصفي يا شعوب فالكون لا يرضيه
الا أن يعصف الأحرار
واحطمي القيد فوق هام الطواغيت
وثوري فالفائز الثوار
همسة فانتباهة فهتاف
فانتفاض فثورة وانتصار
هذه قصة الشعوب رواها
للولرى تاج قيصر المنهار
حرك الشرق عقرب الساعة الوسنى
فهبت تقول لاح النهار
فامض يا ليل ما عيون الجماهير
بعمياء أو عليها ستار
أيها الواقفون في زحمة الدنيا
وقد عصب الرؤوس الدوار
ان وقفتم فما أرى موقف التاريخ
يعتاق من خطاه انتظار
فاجعلوا في اليمين عرشا من الظلم
فما يعرف العرش اليسار
يا وجوه الجياع يا قصة أضحى
لها من مواطني أسفار
حاك أحداثها الرهبيات جلاد
زها سيفه الدميم اقتدار
أنت للجوع لاح اصفرار
وهو للتبر في يديه اصفرار
خيب المستبد لا يكتب التاريخ
ناب له ولا اظفار
انما نحن وارثو هذه الدنيا
لنا المجد كله والفخار
ان في صفرة الخريف انتفاضا
كلن من معجزاته أيار
قل لمن فض روحه الرعب واستل
السنا من عيونه الاندحار
نقل الطرف بين شرق وغرب
يحمد الطرف قلبك الستطار
تلق كأس الطغاة في كف ساقيها
حطاما تجف فيه العقار
في غد تسحق القيود ويهوي
فوق أشلاء تاجه استعمار
لألأ الصبح يا بلادي أيبقى
في حماك السفير والمستشار
ابعثي صرخة الجلاء ابعثيها
مثلما ترسل الهدير البحار
شبعك الحر ما انثنى عن نضال
لا فهيهات أن يدوم الأسار
وهو لو كان كوكبا يذرع الآفاق
ما حد من خطاه المدار
عالم الظالمين قد هدم المظلوم
ركنيه فاحتواه انهيار
فهو ان ظل واقفا كان للموت
وان سار فالمسير انتحار
موضع القيد بعد حين سيمسي
فوق انحانه الجريحات غار