أعزز علي أبا إسحاق أن ذهبت
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
منكَ الليالي بعلق جدِّ منفوسِ
أخٍ بل ابنٍ وإن سمّيته ابن أخٍ
مُعطًى من الحظ فضلاً غير مَخْسُوسِ
يا لهف نفسيَ أن أضحت مجالسهُ
وكلها منه خالٍ غيرُ مأنوس
يا لهف نفسيَ أن أضحت ملابسهُ
وكلها منه عُطلٌ غير ملبوس
أما لئن بات مرموساً لقد نَشرت
له الفضائلُ ذكراً غير مرموس
بدرٌ تنزَّل من أعلى منازله
ثم استقل فأمسى غيرَ ملموسص يا أيها القبر لا تطمس محاسنَهُ
فَهُنَّ من بيت نورٍ غير مطموس
بيتِ الحديث وبيتِ الفقه كم قَبَسٍ
فيه لقابِس نورِ الله مقبوس
صبرا جميلاً أبا إسحاقَ من كثَبٍ
فإنما العيش من نُعمى ومن بُوس
والدهرُ كالليث فَرّاس ونحن له
فرائسُ ليس فيها غير مفروسِ
وما قويٌّ علمناه بمحترِسٍ
ولا ضعيفٌ رأيناه بمحروس
إذا سعى لهلاك الناس لم ترهُ
يخشى رئيساً ولا يأوي لمرؤوس
بَينا سرورٌ بموهوب لأسرته
عاد السرورُ شجا فيه لمخلوس
كذلك الدهر فاعرفه بشيمته
نُضْحي له بين منزوعٍ ومغروس
إن اللياليَ والأيام مُوقِعةٌ
بذي النعيم وذي المِسْحِين في البوس
كم من هرقل وكسرى قد أُصيبَ له
ومَرْزُبانٍ ونُعمان وقابوس
بين اعتباطٍ كحطم الأُسد أو هَرَمٍ
يعيثُ فينا دبيباً عِيثةَ السوس
أُعْطيتَ رزءك حقاً من أسى وبكاً
وللتجلد حقٌّ غير منجوس
وبعد كرب الرزايا والهلاع لها
رَوحٌ من الله آتٍ غير محبوس
والله يا آل حماد مجِيرُكُمُ
من كل يومٍ كحد السيف منحوس
ومن عيونٍ إليكم جد طامحةٍ
كأنصل النبل من خُزْرٍ ومن شوس
فما لسان الخنا فيكم بمنطلقٍ
ولا كتابُ الخنا فيكم بمدروس
ولا نثَا سيءٌ فيكم بمتَّسقٍ
ولا نثا حسنٌ فيكم بمعكوس
ولا استغاثتكُم في كل نائبةٍ
إلاّ بتكرار سُبُّوحٍ وقُدُّوس
ن