أعقب القرب من حبيبك شحط

أعقب القربَ من حبيبك شحطُ

​أعقب القربَ من حبيبك شحطُ​ المؤلف ابن الرومي


أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
ولأيدي الخطوب قبضٌ وبسط
خانكَ الدهرُ أسوةَ الناسِ كلا
بل وفى إنّ ما ترى منهُ شرط
شرطَ الدهرُ فجْعَ كل مُحبٍ
وهو فظٌّ على المحبِّين سلُط
بعُدتْ خُطوةُ النَّوى بغزالٍ
يقْصرُ الدَّلُّ خطوهُ حين يخطُو
أهيف الغصنِ أهيلُ الدِّعصِ لما
يقتسمْ مِثلهُ وشاحٌ ومِرطُ
بختريُّ كأنه حين يمشي
يتثنى به من البان سبْط
يجتني حبةَ الفؤاد بعينٍ
ليس في حُكْمِها على الصبِّ قِسط
وبجيدٍ كأنما نيطَ فيه
من نجوم السماءِ عقدٌ وسمط
طيِّبٌ ريقُهُ إذا ذُقتَ فاه
والثُّريا بالجانب الغورِ قُرْط
وكأن الأنفاسَ تصدر منه
عن خُزامى بها من النَّور وخط
لم تُعوِّضكَ دارهُ منه لمَّا
ظِلتَ تبكي وللصبابة فَرطُ
غيرَ وحشيةٍ تزيدُك شوقاً
حين تَرنو وتارةً حين تَعطو
بدلٌ بالحبيبِ وكْسٌ كما استُب
دلَ بالجنتينِ أثلٌ وخمَط
بان بينونةَ الشباب حميداً
نحو أرضٍ مزارُها مُستِشطُّ
فسقتْ أرضهُ سحائبُ دُهمٌ
أشعلتها بُروقُها فهي نَبْطُ
أيُّهذا الممارسي بيديه
قدكَ لن يُؤلمَ القتادةَ خرطُ
هل لقوم إلاّ بقوميَ حلٌّ
أم لقومٍ إلا بقوميَ ربطُ
إذ بنو يعربٍ كأصحاب موسى
وإذ الجيْشُ يوم ذلك قِبطُ
قومي المنجدون قحطانَ بالخي
لِ لها في عجاجة النَّقع نَحط
جأروا بالدعاء يستصرخونا
فأجبنا الدعاءَ والدارُ شحط
فكشطْنا سماء ذُلٍ عليهم
لم يكن يُرتجَى لها الدهرَ كشطُ
عَمِروا حِقبةً كثَلَّةِ ضأنٍ
خُليت بينها سَراحينُ مُعط
فأويْنا لهم وما عطفتْنا
رحَمٌ بيننا هناكَ تئطُ
بل حِفاظٌ فينا إذا قيل حاموا
وسماحٌ فينا إذا قيل أعطُو
فسمَتْ سموةً لجمع أبي يك
سومَ غُلبٌ من أُسد خفَّان ضُبطُ
فاقتضيناهُمُ الديونَ وقِدْماً
لم يفُتنا بها الغريمُ المُلِطُّ
برماحٍ مَداعسٍ وصِفاحٍ
مرهفاتٍ لهنَّ قدُّ وقط
فحمينا نساءَ قحطان حتَّى
عاد دون الفتاةِ سترٌ يلطُّ
وأرى الأدعياءَ منكمْ غِضاباً
يا لقحطانَ أكّد السُّخط سخطُ
غضباً فليُصرم الغيظُ في الأح
شاءِ منكم ما ضرَّمُ النارَ نفطُ
قُل لقومٍ وسمتُهُم بهجاء
لمكاويه في السَّوالف علطُ
ليكُنْ بعضكم لبعض ظهيراً
ثم قوموا لسطوتِي حين أسطو
أنا كفءٌ لكم ومالي عليكمْ
من ظهيرٍ وهل لأقرعُ مشط
لسواءٌ إن استمدّ ذليلٌ
بذليلٍ أو مُدَّ بالماء ثأط
أبلغا خالداً بأنك لا الشت
مُ ولا الكَلْمُ في أديمِك عَبْط
قلتُ إذ قيل لي هجاكَ خليقٌ
غيرُ مستنكرٍ لعشواء خبط
مثلهُ في السَّفاه من علقته
عُقدةٌ لا يحُلُّها عنه نشط
أيمانٌ وتشتُم الفرس أوْلى
لك لا يلتقي رُقيٌّ وهَبْط
لا لعمرُ الألى نفوكَ وقالوا
قحطبيٌّ مُدَلسٌ ما أشطّوا
بل أراهُمْ إذا تدبّرتُ رأيي
ظلموا في مقالهم وألطوا
أنتَ لا شك قحطبيٌّ ولكنْ
لستَ حاشاك قحطبياً فقطُّ
بل مِنَ الماءِ كلِّه فيك شوبٌ
ومن الناس كلهم لك رهطٌ
ضرْطٌ في قفاك يحسبهُ السَّا
معُ ثوباً من الحرير يُعط
نِسبةٌ أوْقعتْكَ في بحر هُزءٍ
أنت فيه مدى الليالي تُغَط
لكَ منها اسمُها الشنيعُ ولكن
دون محصُولها زِحامٌ وضغط
فالْهُ عن نِسبةٍ نصيبُكَ منها
لفظةٌ نِصفُها المُقدَّم قحطُ
يا غريبَ التمَّام كيف أتمَّتْ
بِك أمٌّ جنينُها الدهرَ سِقط
لم تكن تُلبثُ الأيورُ جنيناً
فى حشاها إلا مدى ما يُحط
رُبّ غرمولِ نائكٍ لم تَهُلْه
شعراتٌ تلوحُ في استك شُمط
فانتحَى منك في عجانٍ كأنْ قد
خطَّ فيه تلك الغضونَ مخطُّ
يا بن تلك التي إذا ما استعفَّت
هدرتْ في استها شَقائقُ رُقط
تدفعُ الحاجةُ الخبيثين مِنها
من مسيلٍ فجعرُها الدهرَ ثلط
كلما حطّ رحلهُ بك ضيفٌ
باتت الليلَ رِجلُها لا تُحَط
أُمُّ شيخٍ تُناكُ بين يديه
حين لا حاجبٌ هناكَ يمُطُّ
ألزم اللُّؤمُ أنفك الذُلّ حتى
هو سيّانِ ذِلة والمِقَطُّ
ذاك تحت المُدى مُذالٌ وهذا
دُمَّل الذلة الذي لا يُبَط
وإذا ما عراكَ ندمانُ كأسٍ
لم يشُبْها القِنديدُ والإسفنطُ
بتَّ تيساً له قرونٌ عوالٍ
وهو تيسٌ له نبيبٌ وقَفْط
نِمتَ عن عرسك الحصانِ إلى الصُب
حِ وباتت براكب النيكِ تمطو
تُسمعانِ الأصمّ صوتين شتَّى
هي في نخرةٍ وأنت تغط
فتبيتان في فضائح شُنعٍ
لم يكن ليلُها عليك ليغطو
هاكها مُؤيِداً هي الدهرَ في وج
هكَ وسْمٌ وفي الصحائف خَط