أعينوني على طلب المعالي

أعينوني على طلب المعالي

​أعينوني على طلب المعالي​ المؤلف مهيار الديلمي


أعينوني على طلب المعالي
فقد ضاقت بها سعةُ احتيالي
ودُلّوني على رزقٍ بعيدٍ
وإن هو قلَّ عن بذل السؤالِ
فلو قننُ الجبال زحمنَ جنبي
وقعنَ أخفَّ من مننِ الرجالِ
وإلا فاسلبوني حظَّ فضلي
إلى ما فاتني من حظّ حالي
ونجّوني وحيداً لا عليّ ال
محاسنُ والشقاءُ بها ولا لي
ألا رجلٌ يخاف العيبَ منكم
ويأنف للحقوق من المحالِ
فيعدلَ في القضيّة لا يجابي
ويحكمَ بالسويَّة لا يبالي
تواصى الناسُ إكرامَ الأسامي
وهان لديهمُ كرمُ الفعالِ
يُعدُّ أخوك أشرفَ منك بيتاً
بأنك عاطل وأخوك حالي
ولا والمجدِ ما شرقي بريقي
وشربي الملحَ في العذب الزلالِ
أدال اللهُ من سمنِ ابن عمٍّ
رعى حسبي وأهملني هزالي
وما هو غير أنّ يدي قصيرٌ
مداها عن مدى هممي الطوالِ
وإن وسعَ القريبَ أصولُ مجدي
ولم يسع الغريبَ فضولُ مالي
عسى الأيّامُ يوجعها عتابي
ويُخجلها انتظاري واحتمالي
وخلٍّ كان إن أخفقت مالي
وإن أنا خفت نازلةً مآلي
يحوطُ جوانبي ويذبُّ عني ال
أذى ذبَّ الجفونِ عن النصالِ
وإن أهديتُ بكرا من ثناء
إليه تميسُ في حللِ الجمالِ
تناهى في كرامتها قبولا
وغالى في المهورِ بها الثقالِ
وباتت حين تغبطها عليه
إذا ما غرنَ ربّاتُ الحجالِ
معشّقةً مكانَ ترى الغواني
إذا عرَّسن يودعنَ الغوالي
فغيّره الزمان وأيّ حالٍ
من الأحداثِ سالمةٌ بحالِ
ونكَّس رايتي منه نصيري
وميَّل صعدتي ربُّ اعتدالِ
كنور الشمس منه البدر ينمي
ومنه النقصُ يسري في الهلال
ولكن جفوةٌ لم تنسِ عهدا
ولم تجُز الدلالَ إلى الملالِ
فدى الوضَّاح في الخطب ابنُ ليلٍ
إذا استضويت في أمرٍ دجالي
ومنحطّون عنه أباً ونفساً
وبيتُ النجم مثلُ النجم عالي
ألستَ ابن الألى انتظموا ملوكاً
نظامَ العقد من بادٍ وتالي
إذا الأب غاب نابَ ابنٌ كريمٌ
يريك شهادةَ النسب الحلالِ
كأنّ المجدَ لم يحزن لماضٍ
مع الباقي ولم يفجع بحالِ
لهم سننٌ من المعروف تكسو ال
لحومَ بها عظامهم البوالي
وآثارٌ من الأيام بيضٌ
كآثار البدور على الليالي
وجرَّبَ منك فخرُ الملك عضبا
مخوفَ الحدِّ مأمونَ الكلالِ
رآك أعفَّهم بالغيبِ سرّاً
وأفرسهم على ظهرِ الجدالِ
وقاس بك الرجالَ فبنتَ فوتا
وإن شوبهتَ في خلقِ الرجالِ
فجلَّلَ منكبيك لباسَ فخرٍ
يدلُّ على التناسب في الجلالِ
لجائلةِ اللحاظ به زليقٌ
على سعة المطارح والمجالِ
تمازجَ كلُّ لونٍ من هواها
بلونٍ واقع منه ببالِ
كأنك قد نفضتَ عليه صبغا
محاسنَ ما حويتَ من الكمالِ
وعمَّمك السحابةَ فوق رضوى
كذاك السحبُ عمّات الجبالِ
وأمطاك الغزالةَ ظهرَ طرفٍ
أتى خلقا وسبقا كالغزالِ
كلا طرفيه من كرمٍ وعتقٍ
تأنَّق رابطٌ فيه وفالي
تراه مطلقاً عريان يزهى
على الغرِّ المحجَّلة الحوالي
وكيف وردفه ومقلَّداه
مواقرُ من حلى التبر الثِّقالِ
تهنَّ بها منائحَ غادياتٍ
أواخرها تطول على الأوالي
إذا نثرت لك الدنيا سعودًا
حظيت بها فنظَّمتُ اللآلي
ولكن وفِّني منها نصيباً
بجاهك لا أسومك فضلَ مالِ
وجاز مفيدك الحسنى بذكرى
ومهِّد عنده بالوصف حالي
فإنّ هدية مثلي لتكفي
مكافأةً لأنعمه الجزالِ
وكاثرني مجالسه تجدني ال
تَّمام لما حوته من جمالِ
وكيف ضمنت عن قلمي وقلبي
سدادا لم تخفْ درك اختلالِ
وقد جرّبتني وخبرت قدما
فهل شيءٌ يريبك من خصالي
وغيرك قد تكفّل أمرَ غيري
فنال بسعيه بعض المنالِ
وقُدِّم آخرون فهم بطاءٌ
فما لك لا تغار على العجالِ
وقد أنشدتَ ما سمعوا وقالوا
فيا للشعر من قيلٍ وقالِ
جواهرُ لا يعالجهنَّ غوصى
وماءٌ لا تخابطه سجالي
إذا طرقَ الحبيبُ بلا رقيبٍ
فما وجهُ التعلل بالخيالِ
يسومُ سواك تجهيزي وسوقي
فقلت وما العروسُ بغير جالي
وعدتُ إليك عن ثقةٍ وعلمٍ
بأنّ السيف أدربُ بالقتالِ