أعيني هلا تبكيان على صخر
أعَيْنَيَّ هَلاَّ تَبْكِيَانِ عَلَى صَخْرِ
بِدَمْعٍ حَثِيثٍ لا بَكِيءٍ وَلا نَزْرِ
فَتَسْتَفْرِغَانِ الدَّمْعَ أَوْ تُذْرِيَانِهِ
عَلَى ذِي التُّقَى وَالْبَاعِ والسيد الْغَمرِ
أَلا ثَكِلَتْ أُمُّ الَّذِينَ غَدَوْا بِهِ
إِلَى الْقَبْرِ مَاذَا يَحْمِلُونَ إِلَى الْقَبْرِ
وَمَاذَا ثَوَى فِي اللَّحْدِ تَحْتَ تُرَابِهِ
مِنَ الْخَيْرِ يَا بُؤْسَ الْحَوَادِثِ وَالدَّهْرِ
كَأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالبَ حَاجَةٍ
بِوَجْهٍ بَشِيرِ الأمْرِ مُنْشَرحَ الصَّدْرِ
وَلَمْ يَغْدُ فِي خَيْلٍ مُجَنَّبَةِ الْقَنَا
لِيُرْوِيَ أَطْرَافَ الرُّدَيْنيَّةِ السُّمْرِ
فَشَأْنُ الْمَنَايَا إِذْ أَصَابَكَ سَهْمُهَا
لِتَغْدُ عَلَى الْفِتْيَانِ بَعْدَكَ أَوْ تَسْرِي
فَمَنْ يَجْبُرُ الْمَكْسُورَ أَوْ يَضمَن القِرَى
ضَمَانَكَ أَوْ يَقْرِي الضُّيُوفَ كمَا تَقْرِي
وَقَائِلَةٍ وَالنَّعْشُ يَسْبِقُ خَطوَهَا
لِتُدْرِكَهُ يَا لَهْفَ نَفسِي عَلَى صَخْرِ
فَلا يبْعُدَنْ قَبْرٌ تَضَمَّنَ شَخْصَهُ
وَجَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ وَاكِفَةِ الْقَطْرِ