أغرتك الشهاب أم النهار

أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ

​أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ​ المؤلف السري الرفاء


أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ؛
و راحتُكَ السَّحابُ أَمِ البِحارُ
خُلِقْتَ مَنِيَّةً ومُنىًفأضحَتْ
تَمورُ بك البسيطةُ أو تُمارُ
تُحَلِّي الدينَأو تَحمي حِماه
فأنتَ عليه سُورٌأو سِوارُ
سيوفُكَ من شَكاةِ الثَّغرِ بُرءٌ
و لكن للعِدا فيها بَوارُ
و كفَّاكَ الغَمامُ الجَوْدُ يَسْري
و في أحشائِه ماءٌ ونارُ
يَسارٌ من سجيَّتِها المَنايا
و يُمنى من عَطيَّتِها اليَسارُ
عَصَفْتَ بحاتمٍ كَرَماً فأضحَى
و جُلُّ فَعالِه المشهورِ عارُ
فقد شَهِدَتْو ما حابَتْكِ طيٌّ
بأنَّ الجُودَ مَعدِنُه نِزارُ
يَحُفُّ الوَفْدَ منك بأَرْيَحيٍّ
تَحُفُّ به السَّكينَةُ والوَقارُ
و سيفٌ من سيوفِ اللّهِ مُغرًى
بسَفْكِ دِما العِدامنه الفرارُ
و بدرٌ ما استسرَّ البدرُإلا
تعالَى أن يُحيطَ به السِّرارُ
حضَرْناو الملوكُ له قِيامٌ
تَغُضُّ نواظراً فيها انكسارُ
و زُرْنا منه ليثَ الغابِ طَلْقاً
و لم نَر قبلَه ليثاً يُزارُ
فكانَ لجوهرِ المَجدِ انتظامٌ؛
و كان لجوهرِ الحَمْدِ انتثارُ
بعثْتَ إلى الثُّغورِ سحابَ عدلٍ
و بَذلٍ لا يَغُبُّ له انهمارُ
و أسكنْتَ السكينةَ ساحَتيها
فقرَّتْ بعدَما امتنعَ القَرارُ
و علَّمْتَ النَّفيرَ بها رجالاً
عَداهُم عن عدوِّهمُ نِفارُ
و فِضْتَ على عدوِّهمُفقُلنا
أفاضَ البحرُ أَم سحَّ القُطارُ
مكارمُ يَعجَزُ المُدَّاحُ عنها
فجُلُّ مديحِهم فيها اختصارُ
فعِشتَ مخيَّراً أعلى الأماني
و كان على العدوِّ لك الخِيارُ
و ضيفُكَ للحَيا المنهلِّ ضَيفٌ
و جارُكَ للرَّبيعِ الطَّلْقِ جارُ