أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
ولفقت في أكفانها الآمالا
ونزلت في وادي الهوى متفيئاً
للموت ظلّاً ينسخ الآجلا
كيف الجوى شمس الحياة فأظلمت
وأعاد زاخر لجتها أوشالا
عصفت بنا ثوب الليالي عصفة
تركت حياتي بعدها أطلالا
وتجايشت لجج الزمان بصدره
وتوصبت سيلاً إلي عضالا
فرعيت من دهير زماناً موبئاً
يجنى السموم وينبت الأهوالا
يا شمس من يحيي الليالي ساهراً
ما بال ضوئك بارداً جفالا
يرخى الظلام سدوله فتعينه
وترى العيون سواده القتالا
ما أنت إلّا كاللذاذات التي
جرت عليها الأعصر الأذيالا
ليضيئنا الماضي ولكن لا ترى
لشعاعه حرّاً ولا إشعالا
خلع الحمام على الظلام سكونه
فكأنما همد الوجود كلالا
وتكنف الدنيا سكونٌ نطاق
ملء الصدور مهابةً وجلالا
وكأنما هذي السماء تزينها
زهر النجوم الفاتنات جمالا
سترٌ على الأكوان أسدله الهوى
لما غفت وأفاضه سربالا
خلق الإله الكون أروع منظراً
وأجل وتصويراً وأبدع حالا
وكسا وجوه الأرض روضاً ضاحكا
حاك الرياب ثيابه وأطالا
وحبا الطيور الصادحات وكورها
بين الرياض الوارفات ضلالا
وأقر في قاع البحار قطينها
والدود في جوف الثرى الجوالا
واختص آدم بالشقاء ونسله
وحباهم الآلام والآمالا
يا أم ذي الدنيا ولست شبيةً
باللَه رب المخطئين تعالى
ما تطلبين صلاتنا وصيامنا
أو تنكرين جحودنا الأفضالا
سيان عندك حافظٌ ومضيع
والمحسنون ومن أساء فعالا
كلٌّ يلوذ بظل عطفك دائبا
بوركت من أم تفيض كمالا
وكرمت حتى لست تدرين الهوى
والبغض والأطماع والأوجالا
سبحانها عما يحس بنو الردى
فلقد حماك جلالك الأشغالا
ستثور عاصفة الليالي ثورة
ثجلو الشكوك وتدفع الإشكالا
وتدق فوق خرائب الأديان نا
قوس الردى وتحيلها أغفالا
وترد للقلوب حقاً نره
إياه من منى النفوس ضلالا
يا أم ذي الدنيا فلا تأسى على
ما كان من جهل وإن يك طالا